أبها علي فايع الجبيري: أتمنى إيصال التوصيات إلى الجهات الخادمة للثقافة حتى ترى النور آل عامر: ينبغي التركيز على المنتج الإبداعي ومبدعيه أكثر من النقدي المرضي: يبقى الأمل معقوداً فيما بعده وفي توصياته ومدى فاعليتها الشقحاء: استفاد منه المشاركون والحضور رغم غياب المنجز التاريخي اليوسف: أهمل الجانب الأدبي.. ولا علاقة لما قدّم بما خططت له تباينت آراء كتّاب قصّة في السعودية حول ملتقى القصّة والقصّة القصيرة جداً، الذي نظمه كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود قبل أيام. والغريب أنّ هناك كتَّاباً للقصّة اعتذروا عن التجاوب مع «الشرق» بحجة أنّهم لم يتابعوا فعاليات ولا أخبار الملتقى، على الرغم من أنّهم كانوا أشدّ المتحمسين لإقامة الملتقى. ورشة عمل القاص محمد منصور الشقحاء قال إن الملتقى كان رائعاً، وإن لم يكن على مستوى الطموح، وتحول إلى ورشة عمل استفاد منها الجميع من مشاركين وحضور، إلاّ أنّه انتقد غياب المنجز التاريخي الطويل الذي كان يحتاج إلى رصد، وخاصة الأسماء التي غابت عن الدنيا وبقيت أعمالهم كوفاء لهم. وأضاف الشقحاء أنّ من إيجابيات الملتقى تجمع المهتمين بالشأن في مكان واحد للنقاش الهادف والبناء ومن سلبياته التكرار. تنفيذ التوصيات فيما أشار القاص ظافر الجبيري إلى أنّه يحمد لجامعة الملك سعود والقائمين على الملتقى هذا التوجه والطرح، مبدياً سروره بوجود كرسي الأدب، الذي يعنى بالإبداع. وقال: ما زلت أطمح في إضفاء مزيد من الفاعلية على هذه الملتقيات ومن ذلك التفاعل بجعلها أو تسميتها ملتقيات نقدية لا علمية، وكذا تغطية إعلامية أكبر وأوسع، كأن تخصص القناة الثقافية ساعات للنقل المباشر للفعاليات، إضافة إلى تركيز الدعوات على أكبر قدر ممكن من كتّاب القصّة. وتمنّى الجبيري أن تتحوّل التوصيات إلى شيء ممكن التنفيذ قدر الإمكان، وذلك بنشرها والتواصل مع الجهات الخادمة للثقافة حتى ترى النور، لا أن تظل حبيسة أدراج أو حبراً على ورق الجلسة الختامية. عودة للأضواء أما القاص حسن آل عامر، فقال: في البداية ﻻ يمكن إلاّ أن نقول شكراً لخالد اليوسف الذي خدم الحركة الثقافية والأدبية على وجه الخصوص بشكل أزعم أنه لم ينافسه فيه أحد حتى المؤسسات الحكومية. أما بالنسبة لهذا الملتقى فأعتقد أنه بداية جيدة لعودة الأضواء للقصة القصيرة التي كادت الرواية أن تحجب شمسها. وأتمنى استمراره في دورات أخرى. وأضاف آل عامر قائلا: المهمّ أخذ ملاحظات وآراء الأدباء حول الملتقى، إضافة إلى أهميّة التركيز على المنتج الإبداعي ومبدعيه أكثر من التركيز على الجانب النقدي حيث ﻻحظنا أن الملتقى تحول من كونه ملتقى لكتاب القصة إلى ملتقى للنقاد، مشيرا إلى أن الملتقى كان يمكن أن يكون فرصة كبيرة ﻹبراز وجوه جديدة تكتب القصة القصيرة من خلال الورش والقراءات وحلقات النقاش، لأنّ الطريقة التقليدية في اﻹلقاء المنبري للنص القصصي لم تعد جاذبة وغير عملية، حسب قوله. مكان للمهتمين ورأى القاص والروائي خالد المرضي أنّ الملتقى يحمد له أنّه احتفى بالقصة القصيرة، إذ هي من بين الأجناس الأدبية الحديثة الناضجة والراسخة والقادرة على التعبير بشكل مكثف عن الإنسان في جوهره ووجوده. وقال: أذكر أنه في العام 2007م كانت هناك حملة في بريطانيا قام بها الأديب فيث ليدل للتعريف بجنس القصة القصيرة التي خفتت وقل وهجها في مقابل أشكال أدبية أخرى أهمها الرواية، وكان شعار الحملة «story» وحملت عنواناً «أنقذوا القصة القصيرة»، وسعت إلى البحث فيما يعترض تطور هذا الجنس الأدبي المهم، وتمكنت -بحسب الأديب نفسه- من تقديم بحوث جادة شخصت أسباب الخفوت واقترحت عدة حلول للنهوض بالقصة القصيرة، ضمت الكتاب ودور النشر والقراء أيضا، وتم عمل مسابقة للإبداع القصصي. وأوضح المرضي أن ما يحسب للملتقى أنّه جمع من يهتم بهذا الجنس الأدبي، سواء من الباحثين أو ممّن كان لهم تجربة في كتابة القصة. وتابع أنه يمكن القول إنّ الملتقى قد عقد وسلط الضوء على هذا النوع الأدبي، ويبقى الأمل معقوداً فيما ما بعده وفي التوصيات التي طرحت ومدى فاعليتها مستقبلاً. أهمل الإبداع إلاّ أنّ صاحب الجهد الأكبر في هذا الملتقى وصاحب فكرة الملتقى القاص والروائي خالد اليوسف أشار إلى أنّ ملتقى القصة القصيرة لم يُرْسم في ذهنه بل وضع له تصوراً تفصيلياً وقدمه للمشرف على كرسي الأدب السعودي الدكتور صالح الغامدي، كورقة بحثية شاملة، فيها العنوان الرئيس، والمحاور التفصيلية له، ومن يدعى له بخلاف الباحثين والدارسين والمكرمين؛ إلاّ أن ما تم وأقيم ليس له صلة بالمشروع الأساسي. وأضاف اليوسف قائلا: مع شكري للكرسي الذي أنتمي إليه وأعتز به، لم يقدم إلاّ ملتقى علمياً مركزاً على الجانب الأكاديمي فقط، ونسي الجانب الأدبي، وأهمل الحالة الإبداعية في هذا الموضوع! وبرأ اليوسف نفسه من غياب الإعلام، بقوله: ليس لديّ علم بذلك، لكن ما أعرفه أن إدارة الكرسي وسكرتاريته سعت للوصول إلى كلّ النوافذ الإعلامية، وقدّمت قبل الافتتاح بساعات حلقتين خاصتين مباشرتين على الهواء في إذاعة الرياض وفي القناة الثقافية، وأرسلت المواد التفصيلية للصحافة، لكن اللوم على الصحافة التي لم تتفاعل مع الحدث.