عكفت الحكومة الفرنسية على تجهيز جيش جديد ستخصصه لـ"التسلل الإلكتروني"، وبدأت تدرب العشرات من الشبان الفرنسيين على المهمة الجديدة، عبر تمرينهم (في مركز الدفاع الإلكتروني غرب فرنسا) على القضاء على فيروسات إلكترونية قبل أن تشل عمل أنظمة حكومية.<br/>وقال ضابط في الجيش الفرنسي (حسب وكالة رويترز)، خلال اختبار مجموعة من الموظفين الجدد: "تم إنجاز المهمة.. لقد نفذوا ما طلب منهم.. تحليل وتحديد ثم تطوير كود للقضاء على الفيروس".<br/>ويشارك في التدريبات (التي تتم في مناطق عدة بفرنسا)، نحو 240 دارسا، من 12 كلية رائدة في مجال التكنولوجيا، ضمن خطة تشكيل جيش من جواسيس الإنترنت المهرة، بهدف مواجهة الهجمات الإلكترونية، ومواجهة "حرب إلكترونية" قد تستهدف البنية التحتية المدنية، مثل المياه والكهرباء والاتصالات والنقل.<br/>ومن العناصر التي تم ضمها للتدريبات "ديفيد" خريج الهندسة، الذي أكد: "لا مجال للتفكير عندما يتعلق الأمر بخدمة بلادي.. في المستقبل سنرى مزيدا من الهجمات الإلكترونية.. الجيش سيحتاج قوات برية، لكنه سيحتاج أيضا عناصر مدربة مثلنا للمهام اللوجستية، وللجانب التكنولوجي.. لذلك سنكون هناك لمساعدتهم في تنفيذ المهمة".<br/>ويستقبل "الجيش الرابع" كما يلقب حاليا، مليار يورو في شكل استثمار مبدئي حتى عام 2019، والهدف هو تجهيز 3 آلاف و200 جندي إلكتروني بحلول هذا التاريخ، بعدما كانوا 100 فقط قبل 6 أعوام. وسيبقي الجيش على قوة احتياطية قوامها 4 آلاف و400 على استعداد للعمل عند الحاجة.<br/>وكما يحدث في مركز "سيسون سيفيني" للتفوق في الدفاع الإلكتروني، تخضع العناصر التي تم اختيارها لتدريبات مكثفة على مهام عدة (لا سيما مواجهة محاولات التسلل، ومواجهة الفقد الكامل للسيطرة على الشبكة).<br/>وكان وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لو دريان" قد دشن في وقت سابق قيادة العمليات الإلكترونية الجديدة بالجيش، قائلا: "التهديدات ستزداد.. تكرار وتعقيد الهجمات يزيد دون هوادة.. التحدي المقبل في الدفاع الإلكتروني لن يكون رصد الهجمات فقط، بل ومواصلة عملياتنا العسكرية وسط هجوم إلكتروني واستخدام الفضاء الإلكتروني لشن عملياتنا المضادة".<br/>وأصبح الدفاع الإلكتروني من أولويات الأمن القومي الفرنسي مع مساعي دول -ومنها روسيا والصين وإيران وجماعات إرهابية وحتى بعض الحلفاء- لتعزيز قدراتها الرقمية.<br/>