هل لا تزال الأسر البحرينية تتذكر فلم "هوم ألون"البريطاني وبالذات الطفل "كيفن "و الذي كان يعيش مع أسرة بريطانية محافظة مكون من أكثر من 30 فرداً حسب التقاليد والعادات البريطانية القديمة آنذاك؟ وهل لا تزال تتذكره أيضاً حينما قررت هذه الأسرة السفر إلى باريس لتمضية عيد الكريسمس , حيث نسو الطفل "كيفن" ولم يأخذوه معهم إما لكثرة عدد الأولاد أو للضغط الذي عاشته الأسره أثناء تجهيزاتهم وخروجهم للسفر؟ فتركوه ولم يتذكروه إلا حينما وصلوا مطار "باريس" أثناء بحثهم عن الشنط . مخرج الفيلم صور لنا كيف أنهم جلبوا حقيبته ولم يجلبوه ؟ هذه الأسرة كبيرة العدد كانت تشبه بعض الأسر البحرينية المحافظة آنذاك، والتي كانت تعيش تحت سقف واحد وتضم الأسرة "الجد" الأكبر، والذي يمثل رأس الهرم وينحدر من بعده أبنائه أي الآباء ثم الأبناء ثم الأحفاد بعددها الكبير, وقد لا تجدها اليوم؛ بل اختفت واختفى هذا العدد بسبب التطور والمدنية الحضارية؛ بل اختفى هذا الترابط الأسري وهذه التقاليد، ولم تعد موجودة في المجتمعات لا البحرينية ولا الإنجليزية , ما يهمنا هو أن هذه النسخة البحرينية لفيلم "هوم ألون" تكررت هذا العام وكل عام أيضاً مع بعض الأسر؛ لكن ليس كما صورها لنا مخرج الفبلم "كولمبس" في نسيان الطفل "كيفن"؛ بل الأسرة البحرينية متوسطة الدخل تخلت عمداً عن بعض أبنائها لتودعهم في بيت والد الزوج أو والدة الزوجة وذلك لتعيش الاستقرار، ولذة السفر، ولتقليل بعض نفقات السفر، ككلفة تذاكر الطيران وغرف الفندق والتنقلات! لكن لم تعرف هذه الأسرة أن تخطيطها الذي نسجته صار كنسيج العنكبوت !وخططها لم يكن سليما؛ وإنما كلفهم الكثير ذلك لسبب أن الأطفال الذين تخلوا عنهم يشبهون في تصرفاتهم ومشاغباتهم كالطفل "كيفن"، وكانت كلفتهم طائلة لسبب عدم فهم هؤلاء الأطفال لبيئة وبيت جدهم، أو عدم تجانسهم في بيت الجد أو العود، ولخلوهما من بعض مستلزمات التواصل أو وسائل التسلية والمرح كالأفلام الكارتونية والألعاب الألكترونية وغيرها والتي كانت تملأ غرف البيت، والتي اعتادوا مشاهدتها يومياً ,اللهم إلا حوش كبير فارغ كملعب أو صالة دون تلفاز ! وقد يكون الرفقة التي اعتادت عليها طفلة ما لم تجدها في بيت جدتها،فحل الملل والكآبة محلهم التي خلقت لهم مشاكل كثيرة تورطوا فيها كما تورط "كيفن" مع العصابة، كأبناء جيرانهم أو مع جدهم الذي كان يطاردهم من غرفة إلى أخرى لسبب عطب بعض ادوات ومستلزماته القديمة كالتلفاز أو الراديو أو العبث بمركبة جدهم البالية ولولا رعاية الله ولطفه لكانت الكارثة أكبر ,والتي نتج عنها كسور في بعض اعضاء من جسمه ! ليستقبلوهم وأعضاءه مجبسة , لتعيش هذه الأسرة أيضاً من سفرها الطويلة الكآبة الثانية برؤية أحد أبنائهما "كيفن" البحريني مجبسا! مهدي خليل