عقدت إدارة العلاج الطبيعي بمؤسسة حمد الطبية مؤخراً، ورشة عمل في المعالجة المائية النوعية تم خلالها تقديم تدريب عملي على مهارات المعالجة المائية لكوادر الإدارة من متخصصي العلاج الطبيعي. وتعرف المعالجة المائية بأنها استخدام التمارين في حوض السباحة كجزء من البرنامج العلاجي المقدَّم للمرضى والمصابين للعلاج من مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الطبية، وتستخدم أحواض السباحة لإعادة تأهيل المرضى داخل الماء، ويكون هؤلاء المرضى عادة غير قادرين على أداء التمارين العلاجية على الأرض لأسباب مختلفة، ويتمتع أسلوب المعالجة المائية بعدة مميزات حيث يقلل من حجم الضغط والحِمْل الواقع على المفاصل أثناء التمارين، كما يساعد على تحسين نطاق حركة المفاصل، ويزيد من ثبات المفصل أثناء أداء التمارين، بالإضافة إلى دوره في تقوية العضلات، كما يمكن أن يكون هذا الأسلوب فعالاً في تحسين قدرة المريض العامة على الحركة والتوازن والثبات. د. المضاحكة: تطوير مهارات متخصصي العلاج الطبيعي قالت الدكتورة نورة المضاحكة، رئيس إدارة العلاج الطبيعي بمؤسسة حمد الطبية: «لقد تمثّل الهدف من هذه الورشة التي استمرت على مدار أسبوع في تطوير مهارات متخصصي العلاج الطبيعي لدينا وتعزيز ممارسات العلاج الطبيعي التي نقدمها في مؤسسة حمد الطبية، وذلك من خلال دمج المعالجة المائية والمزيد من التدخلات العلاجية المبنية على الأدلة ضمن ممارساتنا». وقد أشرف على تقديم ورشة العمل السيد يوهان لامبيك، وهو خبير دولي متخصص في مجال المعالجة المائية، وعقدت الورشة في حوض المعالجة المائية المزوّد بأحدث الوسائل التكنولوجية بمركز قطر لإعادة التأهيل، وقد ركّزت الورشة على الممارسات المثبتة بالأدلة المستخدمة في علاج المرضى ومهارات المعالجة المائية، وتضمنت الورشة جلسات تدريب وتطبيق عملي. وأضافت الدكتورة نورة المضاحكة: «نحن سعداء جداً باستضافة خبير عالمي بارز بمستوى السيد يوهان لامبيك والذي تقدم مؤسسته الاستشارية التعليمية خدماتها للعملاء في أكثر من 45 دولة حول العالم، ويحرص السيد لامبيك على نقل خبرته ومعرفته، وتطبيق الممارسات المثبتة بالأدلة العلمية في الممارسات اليومية للمعالجة المائية، ولقد استفاد المشاركون في الورشة من خبراته وتمكنوا من اكتساب مهارات جديدة». لامبيك: مرضى الجلطات يمكنهم الاستفادة من المعالجة المائية أكد السيد لامبيك أن وجود عدد كبير من الأبحاث التي تدعم استخدام المعالجة المائية في علاج المشاكل الصحية المتعلقة بالوزن والألم، وأردف بقوله: «مع وجود نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بالسمنة وارتفاع الوزن بين السكان في معظم دول العالم في هذه الأيام، فإن معدلات التعرض أو الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب تتزايد باستمرار، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى إصابة الكثير منهم بأمراض تنكّسِية، ويمكن للمعالجة المائية أن تفيد هؤلاء المرضى بشكل كبير؛ حيث تحسّن من وظائف القلب لديهم وتساعدهم على بناء جسم صحي، والحفاظ على وزن مثالي، وقد أثبتت العديد من الأبحاث التي أجريت في عدة دول حول العالم صحة هذه التأثيرات المنسوبة للمعالجة المائية». وأوضح السيد لامبيك أن المرضى الذين يكونون معرضين للسقوط مثل المرضى الذين أصيبوا بجلطة دماغية أو المصابين بداء باركينسون يمكنهم الاستفادة من المعالجة المائية والتمارين في أحواض السباحة لتطوير قدراتهم على الجلوس والوقوف بصورة آمنة، ونوّه السيد لامبيك إلى أن المعالجة المائية هي تقنية علاجية يوصى بها كثيراً لإعادة التأهيل الفعال للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، والتوحد، والإعاقات الذهنية، وقال: «يمكن للأطفال المصابين بالشلل الدماغي الحادّ الذين يواجهون صعوبة في الحركة على الأرض القيام بأداء جيد في الماء؛ لأنه وبالإضافة إلى استمتاعهم بالتواجد في الماء فإنهم يستفيدون أيضاً من العلاج من خلال اكتساب القدرة على التحكم بصورة أفضل في حركتهم». ويمتلك السيد لامبيك شركة استشارية متخصصة في المعالجة المائية بهولندا، وهو شريك مؤسس لمنظمة «هوليويك» الدولية، والجمعية الدولية للمعالجة المائية، وقد سبق للسيد لامبيك تقديم أكثر من 900 حلقة دراسية وورشة عمل في 50 دولة حول العالم تناولت مختلف مواضيع المعالجة المائية. وقد حصل المشاركون في الورشة على شهادة دولية في المعالجة المائية.;