تعرف منظمة الصحة العالمية صحة المرأة بأنها حالة المعافاة الكاملة لدى المرأة من الناحية الجسدية والعقلية والاجتماعية، وليس مجرد غياب الأمراض أو الإصابات. في العقود القليلة الماضية، شهدت الخدمات الصحية في دولة الإمارات بما فيها الخدمات الصحية المقدمة للمرأة - تطوراً جذرياً وقفزة نوعية من ناحية تكاملها ونوعيتها ومطابقتها للمعايير العالمية وسهولة الوصول إليها. وأولت الدولة اهتماماً خاصاً بصحة المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في بناء وتنمية المجتمع ودورها المهم في تربية أجيال تكمل المسيرة وتحافظ على هذا الوطن. وانعكس هذا الاهتمام في استراتيجية الدولة، والتي كانت سباقة في تعزيز وتطوير نظم صحية شاملة للمرأة، وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية. تتضمن صحة المرأة عناصر عديدة من أهمها، الصحة الإنجابية وهي حالة السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية في كافة المسائل المتعلقة بالإنجاب، والتي تتضمن فحوص ما قبل الزواج والرعاية الصحية ما قبل الحمل، وأثناء الحمل، وأثناء الولادة وما بعد الولادة ومعالجة العقم. بالإضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية وصحة المراهقات، والوقاية من وعلاج أمراض فترة ما بعد سن الإنجاب، والوقاية والكشف المبكر وعلاج السرطانات عند المرأة كسرطان عنق الرحم، والثدي، والمبايض، والتطعيمات الوقائية وتقديم التثقيف الصحي لكافة خدمات صحة المرأة، كما أن هناك اهتماماً كبيراً بحماية المرأة من العنف. ومما لا شك فيه، أن الإمارات حققت إنجازات مهمة في جميع هذه العناصر من خلال تطبيق خطط صحية استراتيجية تركز على نهج الرعاية المتواصلة، وتشمل تطوير مراكز رعاية صحية أولية، وإنشاء مراكز أخرى تخصصية، وذلك لتيسير فرص الحصول على رعاية ما قبل الولادة، وأثناء الحمل، وتحسين إدارة عمليات الولادة من قبل قابلات وأطباء من ذوي الخبرة والرعاية ما بعد الولادة. وبفضل تبني هذه الاستراتيجيات، والجهود الضخمة المبذولة لتحسين صحة المرأة، تمكنت الإمارات في فترة زمنية قصيرة من تحسين المؤشرات الصحية لدى النساء. إن تطور القطاع الصحي في دولة الإمارات كغيره من القطاعات، جاء نتيجة لرؤية تبناها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- واستمرت على نهجه القيادة الرشيدة من خلال الاستثمار في تعزيز قدرات القطاع الصحي، ونتيجة للجهود التي كرستها الدولة، أصبحنا في مقدمة الدول التي تقدم أفضل رعاية صحية للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وفقاً لأفضل المعايير والممارسات العالمية. د. فايزة سيف ناصر نائب المدير التنفيذي بمستشفى الكورنيش