اسطنبول مدينة وُجِدت قبل أن يعرف التاريخ معنى المدن.. اسطنبول مدينة تحتاج إلى عمر كامل لاكتشافها وليس لعدة أيام.. بتلك الكلمات احتفل أهالي مدينة اسطنبول التركية العريقة هذا الأسبوع ببدء فعاليات موسم الربيع، ومهرجان اسطنبول لزهرة التوليب. وتزينت تلك المدينة العريقة بـ30 مليون زهرة من زهور التوليب، لاستقبال السائحين الذين قدموا من مشارق الأرض ومغاربها للمشاركة في احتفالات هذا العام، وهذا الرقم من زهور التوليب هو الأعلى منذ انطلاق المهرجان الذي تقيمه بلدية المدينة منذ عام 2005. وتحتل زهرة التوليب أو «اللالة» مكانة خاصة لدى الأتراك، حيث أتوا بها من مواطنهم الأصلية في آسيا الوسطى، ثم انتشرت عبر الدولة العثمانية إلى القارة الأوروبية في القرن السادس عشر، حيث أهداها السلطان سليمان القانوني إلى ملك هولندا، الذي أعجب بها كثيراً، وأصبحت فيما بعد هولندا الأولى في زراعة وتصدير هذه الزهرة، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتراث العثماني. ودعت الخطوط الجوية التركية ما يزيد عن 250 مشاركاً منهم شخصيات إعلامية من أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (السعودية، والكويت، وقطر، وفلسطين، والبحرين، والعراق، والإمارات، وتونس، وعُمان، والأردن، ولبنان، والمغرب)، للاحتفال بالدورة الـ 12 من «مهرجان التوليب في اسطنبول 2017»، الذي نظم خلال الفترة من 29 مارس وحتى 1 أبريل، لدعم السياحة، كما حضر المشاركون ورشة العمل التجارية التي أقيمت في ختام الجولة الترويجية. وفي إطار الجولة، عقد 25 فندقاً في اسطنبول ورش عمل أسفرت عن عقد ما يزيد عن 2250 اجتماعاً. وفي نهاية برنامج الرحلة أقيم حفل استضاف جميع المشاركين، بحضور الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية التركية بلال إكشي، الذي قال في هذه المناسبة: «نشعر بالامتنان لتنظيم هذه الرحلة، بمشاركة ممثلين عن اثنتي عشرة دولة، ما أسهم في تعزيز السياحة التركية، وزيادة عدد المسافرين القادمين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نحن في الخطوط الجوية التركية نعتزم مواصلة دعم السياحة التركية برحلات شارتر، وأخرى منتظمة مباشرة إلى مدن عديدة في تركيا، مثل: (اسطنبول، وطرابزون، وأنطاليا، وبودروم، وإزمير، وبورصة). ولا شك في أنه عند عودة ضيوفنا إلى بلادهم، لن يدخروا جهداً في مشاركة جمال اسطنبول وثراء معالمها السياحية لدى المسافرين المحتملين». وقال شيتال فيجايكومار أحد المشاركين في البرنامج الذي نظمته الخطوط الجوية التركية، بالتعاون مع فندق أدونيس، وبرعاية فنادق بولمان، وهيلتون، وكونراد، وفيرمونت: «تعد اسطنبول مدينة متميزة من كافة الجوانب، فهي بمثابة ألماسة في تاج عالم السياحة. وفي الآونة الأخيرة أثرت بعض الأحداث العالمية على عدد من البلدان، بما في ذلك بروكسل، وباريس، ولندن، وكذلك اسطنبول، لكن بعد ما رأيتُه الآن، يمكنني القول إن مستقبل السياحة في اسطنبول سيكون مزدهراً مثل ازدهار وتفتح أزهار التوليب». ونظمت الدورة الأولى من مهرجان التوليب الدولي في اسطنبول عام 2005، ومع إقامة دورته الثانية عشرة هذا العام، أتيحت الفرصة لمشاهدة تفتح الملايين من أزهار التوليب من 120 نوعاً مختلفاً في المتنزهات، والميادين، والحدائق. وبهذا استطاعت مهرجانات التوليب إيصال رسالة مفادها بأن الموطن الأصلي للتوليب هو اسطنبول في تركيا، وليس هولندا أو أوروبا.;