نظمت جامعة قطر بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) واتحاد جامعات العالم الإسلامي ورشة دولية بعنوان «قواعد تأسيسية لإنجاز موسوعة الاستغراب.. مدخل لفهم الآخر»، في المقر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- في الرباط عاصمة المملكة المغربية. وجاءت الورشة ضمن جهود كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكان قد سبق الإعلان خلال الشهر الماضي، في جامعة قطر، عن إطلاق أكبر موسوعة حول علم «الاستغراب»، تنطلق من جامعة قطر، ويشترك في تحريرها نحو 1000 باحث من العالم العربي والإسلامي. وقد أشرف على ورشة «قواعد تأسيسية لإنجاز موسوعة الاستغراب.. مدخل لفهم الآخر» وفد من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، تألف من د.يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ود.عزالدين معميش المدير الأكاديمي لكرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بجامعة قطر المدير التنفيذي للموسوعة، ود.عبدالقادر بخوش رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، كما حضر الورشة د.أمينة الحجري المدير العام المساعد، بالإضافة إلى حضور مشاركين من عشر دول عربية وطلبة من جامعات مغربية كثيرة. وفي كلمته خلال الورشة، قال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.يوسف الصديقي: «تأتي هذه الورشة التمهيدية عقب إعلان كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مؤخراً عن موسوعة الاستغراب والتي ستكون المشروع الفكري الأضخم الذي سيتناول العالم الغربي من جوانب مختلفة وبأقلام مفكرين وعلماء عرب وأجانب. وحول أهمية الورشة، قال الصديقي: وتكمن أهمية هذه الورشة في وضع اللبنة الأساسية للبدء في كتابة هذه الموسوعة، وذلك من خلال تشكيل لجان تخصصية بحثية يُشرف عليها نُخبة من الأساتذة والمفكرين في مجالات اجتماعية وتاريخية وأيديولوجية وثقافية ودينية وجغرافية وسياسية وغيرها. وأضاف: ومن المؤمّل أن تكون موسوعة الاستغراب مرجعاً علمياً فكرياً للباحثين وأصحاب القرار والمفكرين الراغبين بالاستزادة في العلم والتوصل إلى فهم عميق وشامل لمختلف جوانب الحياة الغربية. رصد 10 آلاف مدخل للموسوعة قال د.عزالدين معميش، المدير الأكاديمي لكرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات والمدير التنفيذي لموسوعة الاستغراب: «الورشة الدولية التأسيسية لمشروع موسوعة الاستغراب التي أقامتها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر عبر كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات، بالتعاون مع الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي حققت نتائج متميزة، حيث تم رصد أهم المداخل والمفردات والمخرجات، والتي تصل إلى عشرة آلاف مدخل من خلال أوراق مركزة قدمت خلال يومين شارك فيها عشرون خبيراً من عشر دول عربية مختلفة، إضافة إلى خبراء الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي. وأضاف معميش: وقد حصلنا على موافقة الإيسيسكو لشراكة كاملة في دعم المشروع، وتعهد مؤسسة حضارة بدعم مجلد من الموسوعة يتناول النسوية الغربية ومفرداتها ومصطلحاتها وعلاقتها بالمنظومة الأسرية في العالم الإسلامي. وحول أهمية الورشة، قال: وقد تم الشروع عبر الورشة الدولية التأسيسية مباشرة في تشكيل الفرق البحثية الدولية المعنية بمتابعة الإنجاز، حيث سيتم تقسيم هذه الفرق طبقاً للتخصص ومجال الاهتمام، وتشمل الباحثين والمفكرين في العالم العربي والإسلامي وفي الغرب، أوروبا وأميركا، وسيعلن عن تفاصيل الفرق البحثية والمداخل والمفردات في كتاب خاص سيصدر قريباً عن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. وختم تصريحه، بقوله: قد وجدنا ترحيباً بمشروع الموسوعة من عشرات المراكز والمؤسسات البحثية والإعلامية والتي تُعنى بالحوار بين الشرق والغرب، يتقدمها اللجنة الوطنية لتحالف الحضارات بدولة قطر، والتي راسلت كلية الشريعة للتعاون في هذا الأمر وكل ما يتعلق بحوار وتحالف الحضارات». مشروع استراتيجي للعالم الإسلامي خَلُصت الورشة الدولية التي جاءت تحت عنوان «قواعد تأسيسية لإنجاز موسوعة الاستغراب.. مدخل لفهم الآخر»، إلى مخرجات رئيسية من شأنها أن تُسهم في دعم جهود جامعة قطر والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- الرامية إلى إطلاق موسوعة الاستغراب التي ستكون الموسوعة الأضخم علمياً والتي سيُشارك في إعدادها وكتابتها أكثر من ألف باحث ومتخصص في مختلف الموضوعات الفكرية والعلمية والاجتماعية والفلسفية والنفسية والسياسية والدينية والتنموية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالعالم الغربي. وتمخضت الندوة عن الدعوة لدعم موسوعة الاستغراب وتبني مشروعها، باعتبارها مشروعاً استراتيجياً في عالمنا الإسلامي، ومستقلة عن الهيمنة الفكرية الغربية، والدعوة لتوفير الشروط الضرورية لإنجازها، ودعم الجهات المنفذة لها، كما دعت الورشة إلى إقامة مخابر ومراصد بحثية تواكب عمل الموسوعة وتدعمها بالاستشارة والخبرة والتأصيل العلمي والمعرفي، وما تمثله مراكز الأبحاث من دور في الاستشعار المبكر واستقراء المستقبل من خلال دورها في الاستشراف المستقبلي؛ استناداً إلى قواعد علم المستقبليات لمساعدة صناع القرار على التخطيط الاستراتيجي للمستقبل. ودعت الندوة الجامعات والمؤسسات والمراكز والشبكات البحثية والخبراء والباحثين إلى الانخراط في إنجاز موسوعة الاستغراب، وبالتعاون مع اتحاد جامعات العالم الإسلامي تزامناً مع دعوة وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في عالمنا العربي والإسلامي للترويج لمشروع الموسوعة ودعوة الخبراء في مجال صناعة وتصميم الموسوعات والمعاجم إلى الإسهام في إنجاز الموسوعة. علاوة على ذلك، دعت الورشة إلى تفريغ المعاجم المزدوجة التي تحتفي بتفاصيل الأقليات الدينية والثقافية والمجتمعية في المجتمعات الغربية واعتماد التكنولوجيا الرقمية في نشر مواد الموسوعة، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين لخدمة هذا الجانب وتكثيف الحلقات النقاشية والورش العملية التقييمية لتقييم المنجز ودراسة الآفاق.;