((ليس من مذنب مبرأ أمام محكمته الخاصة)) – حكمة لاتينية – لأن مهنة الطب لها رسالة سامية ويحظى الأطباء بثقة المجتمعات، فإنه من المؤلم بالفعل أن تلقى طبيبا لا يلتزم بأبسط أخلاقيات مهنة الطب وهي التعامل مع المرضى، وهذا ما يحدث على مستوى دول العالم ليس بين الطبيب ومريضه في عيادته، إنما أصبح حتى بين بعض الأطباء في حساباتهم الشخصية بتويتر وبين الجمهور، حيث يغردون بما يمكن أن يؤثر في مرضى يزورون «تويتر» وقد يتألمون بفعل تغريدة غير مسؤولة أو غامضة من الطبيب. الطبيب لا يمكن إلا أن يكون إنسانا فإذا تحول إلى مستثمر أو تاجر فقد بالتأكيد ثقة الناس به. والطبيب حين يتحدث عن الحملات التوعوية لا يجب أن يهمشها تجاه أي مرض من الأمراض مراعاة لنفسيات المرضى وتنفيذا لأخلاقيات المهنة. على سبيل المثال على الرغم من أن لدينا جمعية خاصة بمرض «بطانة الرحم المهاجرة» وفي شهر مارس هذا العام نظمت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ممثلة بقسم النساء والولادة فعاليات «برنامج التوعية الصحية به « بالتعاون مع الجمعية السعودية لمرض بطانة الرحم المهاجرة، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض. وعلى الرغم من أن المرض خطير ويصيب النساء من هم في سن الإنجاب وبنسبة تصل إلى 10 %،كما نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 2 أبريل 2017م. وعلى الرغم من أن هناك حملة عالمية للتوعية بمرض بطانة الرحم المهاجرة تنظم في شهر مارس من كل عام، شعارها «لا للألم بعد الآن». فهو مرض مؤلم يصيب عادة النساء في عمر الإنجاب وقد يصبن به أثناء فترات الحمل والولادة، وبالتالي، فإنه من الضروري تنظيم حملات لتوعية المرأة بشأن التدخل المبكر. إلا أن هناك من الأطباء على مستوى العالم من يعتقدون أن بعض الأمراض كهذا المرض لا يمكن خسارة الأموال في التوعية الصحية بشأنها حيث لا علاج لها، والأولى الاتجاه إلى التوعية بخطورة أمراض أخرى ضاربين بعرض الحائط حياة أي امرأة يمكن أن تساعدها المعرفة المبكرة للمرض على تجاوز الألم وعلى العلاج. الحق أن على الطبيب أينما كان قبل أن يدخل كلية الطب أن يسأل نفسه عن قوة الجانب الإنساني في شخصيته فليس العالم في احتياج إلى أطباء بلا ضمير. دكتوره ناهد باشطح الجزيرة