في صباح الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2017، شن طيران النظام السوري هجوماً بغاز السارين السام على مناطق بريف إدلب وتحديداً قرية خان شيخون أدت إلى مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين. لكن ما هو هذا الغاز ؟ وما الذي يصيب الإنسان حال استنشاقه؟، في هذا التقرير نوضح بعضاً من المعلومات الخاصة بهذه المادة الكيميائية. ما هو السارين؟ يصنف السارين للأعصاب البشرية، ويعد أقوى 20 مرة من غاز السيانيد السام. قد يتحول السارين إلى مادة سائلة في درجة حرارة الغرفة، وفي هذه الحالة يتلوث الطعام والماء الذي يشربه الإنسان، ونظراً لأنها مادة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها فلا يتمكن الإنسان من الانتباه لها. أما الغاز فيؤدي استنشاقه إلى إصابة الإنسان بالاختناق ومن ثم الوفاة، ونظراً لسرعه تبخره في الهواء فهو قادر على الانتشار عبر مساحات واسعة من البيئة. ومن أعراض الإصابة بالغاز الإحساس بألم في العيون والأنف وضعف في الرؤية وصداع وقيء وضيق في التنفس وتعرق وإسهال. طور السارين في البداية بألمانيا العام 1938 كمبيد للحشرات، ويعتمد حجم الضرر الذي يصيب الإنسان على مدة التعرض للمادة الكيميائية، وتظهر أعراض الإصابة بالغاز بعد ثوان من استنشاقه، أو دقائق في حالة السائل إن لامس السائل الجلد أو اختلط بماء الشرب.متى استخدم الغاز لأول مرة ضد البشر؟ ربما تكون الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي المرة الأولى التي يستخدم فيها الغاز ضد البشر، إذ شن نظام صدام حسين هجوما بغاز السارين على منطقة العراقية الواقعة على الحدود مع إيران والتي تسكنها غالبية كردية. الحادث الذي وقع العام 1988 خلف ما يقارب الـ5000 قتيل، وآلاف المصابين. وفي العام 1995 وتحديداً في 20 مارس/آذار تعرضت محطة المترو بالعاصمة اليابانية لهجوم بغاز السارين، كانت وراءه جماعة "أوم شينريكيو" الدينية، وأدى الهجوم إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة 6 آلاف آخرين ما زالوا يعانون من آثار الغاز بعد أكثر من 20 عاماً على الحادث. في سوريا لم يكن الهجوم الأول لا يعد الهجوم الذي تعرض له المدنيون بقرية خان شيخون بريف إدلب الأول من نوعه الذي يتعرض له السوريون. ففي أغسطس/آب من العام 2013 شن هجوماً بصواريخ تحمل غاز السارين على مناطق تسيطر عليها المعارضة بالغوطة شرق دمشق، وأدت الحادثة إلى وقوع مئات القتلى.طرق الوقاية من الغاز في حال استنشاق الغاز أو التواجد بمنطقة يعتقد وجود الغاز بها، يجب الابتعاد سريعاً عن محيط المكان والتوجه إلى أقرب منطقة عالية، إذ إن السارين أثقل من الهواء، ولذا فإنه يتركز بالمناطق المنخفضة. لابد من إزاله الملابس سريعاً والتخلص منها، إذ إن الغاز يظل عالقاً بها. غسل الجسم بالماء والصابون جيداً لإزالة آثار الغاز أو السائل في حال لمسه.