طالب مبعوث الامم المتحدة إلى السودان هايلي منغريوس الخرطوم بخطوات لتعزيز الثقة من أجل اقناع قادة تحالف متمردي «الجبهة الثورية» من فصائل دارفور و «الحركة الشعبية –الشمال» بالمشاركة في حوار وطني داخل البلاد لمعالجة قضاياها. وعلمت «الحياة» أن المبعوث الدولي اقترح على الخرطوم وقفاً للنار وإصدار عفو عن قادة المتمردين وفتح ممرات لإغاثة المتضررين من الحرب، في حين وعد المسؤولون السودانيون بعدم الممانعة، شرط أن يقابلها وقف للنار من جانب المتمردين. وأجرى منغريوس مشاورات منفصلة مع الرئيس عمر البشير ومساعده ابراهيم غندور ووزير الدفاع عبدالرحيم حسين ركزت على إنجاح مبادرة الحوار الوطني لتحقيق مصالحة وطنية في البلاد عبر مشاركة قوى المعارضة وفصائل التمرد في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وشدد المبعوث الأممي على ضرورة مشاركة المتمردين في طاولة الحوار الوطني. وطلب من القيادة السودانية تهيئة الأجواء لذلك عبر اتخاذ خطوات لبناء الثقة. وحض المتمردين على المشاركة في الحوار الذي دعا إليه البشير، مشيراً إلى اهتمام الخرطوم بضمان تطبيق القرارات التي يتم التوصل إليها. وأعرب عن أمله في أن تتوصل الحكومة ومتمردو «الحركة الشعبية – الشمال»، إلى اتفاق خلال المفاوضات المقررة الثلثاء المقبل، يضمن إيصال المساعدات الى المدنيين المتأثرين بالنزاعات في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأعرب مساعد الرئيس عن أسفه لموقف «الجبهة الثورية» المتمردة الرافض الحوار، بحجة أن الحكومة تصعّد عملياتها العسكرية بدلاً من وقف العدائيات واتخاذ إجراءات لبناء الثقة. وانتقد تحالف المعارضة قرار البشير بشأن تنظيم العمل السياسي والإعلامي في البلاد واعتبره تقييداً للحريات أكثر من إطلاقها. بينما هدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها العام المقبل، بالقانون الساري حالياً. وانتقد مسؤول الشؤون العدلية في الحزب الحاكم الفاضل حاج سليمان في تصريحات طلب المعارضة من حزبه تقديم تنازلات. وقال: «القضية ليست قضية تنازلات وإنما قضية وطنية تحتاج إلى حوار»، مشدداً على أن مقاطعة حزبين او ثلاثة للحوار الوطني لن تضير الإجماع الذي وجدته دعوة البشير للمصالحة.