بغداد، واشنطن - وكالات - ما بين «التعليق» بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين و«التأخير» بسبب الأحول الجوية، تضاربت المعلومات في الساعات القليلة الماضية بشأن «مسار» و«مصير» معركة تحرير الموصل، في حين بدأ صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، زيارة رسمية إلى العراق، لم يعلن عنها مُسبقاً، للاطلاع على الأوضاع عن كثب.وبعد ورود أنباء، مساء أول من أمس، عن تعليق القتال غرب الموصل، نفى قائد عمليات «قادمون يا نينوى» (الاسم الرسمي لمعركة تحرير الموصل) الفريق الركن عبد الأمير يار الله، صباح أمس، هذه المعلومات، مؤكداً أنه تم فقط تأخير العمليات العسكرية بسب سوء الأحوال جوية.جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد مصادر عسكرية أن القوات العراقية علقت عملياتها الرامية لتحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل (التي انطلقت في 19فبراير الماضي) ، بعد دخول المعارك إلى مناطق مكتظة بالسكان في المدينة القديمة، حيث أصبحت الخسائر في صفوف المدنيين متوقعة بشكل أكبر.وتركزت المعارك، في الأيام القليلة الماضية، على الحي المحيط بجامع النوري الذي أعلن فيه زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي «الخلافة» المزعومة في يونيو 2014.وتصاعدت في الأيام الأخيرة التحذيرات من سقوط المزيد من المدنيين في أحياء الساحل الأيمن (الجانب الغربي) من الموصل المكتظة بالسكان،لا سيما بعد ضربة التحالف الدولي التي أوقعت مئات المدنيين الأسبوع الماضي.في غضون ذلك، عثرت القوات العراقية على 20 جثة تعود لنساء وأطفال أعدمهم تنظيم «داعش» جنوب نينوى.وقال مصدر محلي، أمس، ان «مستشفى ناحية القيارة جنوب الموصل تسلم 20 جثة تعود لنساء وأطفال أعدمهم تنظيم داعش الإرهابي أثناء محاولتهم الهروب من الساحل الأيمن غرب الموصل»، موضحاً أن الجثث عثر عليها قرب ناحية القيارة.وأضاف المصدر ان «بعض جثث الضحايا متحللة، حيث تم دفنهم في ذات المواقع الذي أعدمهم فيه التنظيم الإرهابي».إلى ذلك، أفاد مصدر في الموصل، أمس، أن مسلحين من «داعش» قتلوا إمام وخطيب أحد المساجد في منطقة حاوي الكنيسة غرب الموصل، وذلك لرفضه إصدار أحكام بالإعدام.وأوضح أن «الدواعش» أعدموا إمام المسجد «رمياً بالرصاص أمام الأهالي، بعد رفضه إصدار حكم إعدام بحق مجموعة من الأشخاص الذين رفضوا المساهمة في تنفيذ عمليات انغماسية وانتحارية ضد القوات الأمنية في المنطقة».ولفت المصدر إلى أن «هذه الخطوة تأتي من قبل تلك العصابات لترهيب الأهالي وتخويفهم من أجل الانصياع للأوامر».وسط هذه الأجواء، أكدت وزارة الدفاع الاميركية، أمس، أن صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر موجود في العراق حيث يقوم بزيارة رسمية، يرافقه رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد.وتؤكد زيارة كوشنر (36 عاماً) الذي ذهب إلى العراق بدعوة من الجنرال، بما لا يقبل الشك، نفوذه وثقة الرئيس به، ويهدف من خلالها إلى التعرف بنفسه على تقييم المعركة ضد «داعش» من القادة الأميركيين على الأرض.وسيلتقي رئيس هيئة اركان الجيوش المشتركة وكوشنر ومستشار للرئيس على الصعيد الامني ومكافحة الارهاب هو طوماس بوسيرت، مسؤولين عراقيين، ومستشارين وعسكريين أميركيين يتصدون لتنظيم «داعش» في العراق وسورية، كما قال ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية.وهي الزيارة الاولى الى العراق التي يقوم بها كوشنر الذي لم يمارس على غرار الرئيس، اي نشاط سياسي قبل ان يأتي الى البيت الابيض.وبالاضافة إلى تكوين فكرة مباشرة عن الوضع الميداني، يسافر صهر الرئيس «باسم الرئيس للتعبير عن دعم الرئيس والتزامه حيال الحكومة العراقية والقوات الأميركية التي تشارك في الحملة» ضد «داعش»، كما ذكرت وزارة الدفاع، مضيفة ان وجود بوسيرت سيتيح «تعزيز الشراكة الراسخة العراقية الاميركية لالحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية».من جهته، أوضح دانفورد إنه دعا كوشنر وبوسيرت لمرافقته ليسمعا «بنفسيهما من دون أي تعديل» من المستشارين العسكريين عن الوضع على الأرض والتواصل مع القوات الأميركية.وقال دانفورد «قلت (لهما) في المرة المقبلة التي أذهب فيها للعراق إذا كنتما مهتمين رافقاني وسيكون الأمر جيداً»، مشيراً إلى أنه قدم تلك الدعوة قبل أسابيع.وأوضح أن ذلك المستوى من الدراية بمجريات الحرب على الأرض يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية، مشيراً إلى أن ذلك هو السبب الذي يدفعه لمغادرة واشنطن لزيارة العراق بانتظام.وأضاف «كلما زاد تقديرك لما يحدث بالفعل على الأرض زادت معلوماتك عندما تبدأ في الحديث عن القضايا الاستراتيجية».وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن كوشنر ودانفورد كانا في العراق، منذ يومين، إلا أنهما في الواقع وصلا بعد ظهر أمس، برفقتهما مجموعة صغيرة من الصحافيين من بينهم مراسل وكالة «رويترز».