رأى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب اللبناني وليد جنبلاط أن «قلائل هم القادة من قامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذين يعترفون بخطأ ويسعون الى تصحيحه ومعالجة ذيوله. فعلى رغم امتلاكه الشخصيّة الفذّة والقويّة وعناصر السلطة والمد الشعبي غير المسبوق، وقف الرئيس عبد الناصر وسجّل للتاريخ اعترافه بتحمّل مسؤولية هزيمة العام 1967، فما كان من الشعب المصري والشعوب العربيّة قاطبة إلا أن بايعته مجدداً ومنحته ثقتها وتفويضها العارم». وقال: «شتان ما بين هذا القائد الكبير وبين بعض من يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى فئة القادة والمسؤولين اليوم لو يتمثلون بما قام به عبد الناصر بدل أن يتمسكوا بالسلطة فوق أشلاء شعوبهم وفوق ركام مدنهم وقراهم». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونيّة أمس: «ها هي مصر اليوم تمر مجدداً بمصاعب كبيرة وتحديات استثنائية بفعل أداء الاخوان المسلمين الذين بددوا الرصيد السياسي والشعبي الذي نالوه من خلال أدائهم السياسي الذي حاولوا من خلاله إقصاء الآخرين».واعتبر أن «الثورة المصريّة الثانية أكدت أن شرعيّة الشارع تضاهي كل الشرعيّات الأخرى وحتى شرعيّة الصندوق». ورأى ان الجيش المصري «تحسّس نبض الشارع وإصرار المصريين على عدم الانزلاق إلى نظام ديني لا يتوافق مع تطلعاتهم، فطوّر عقيدته باتجاه حماية التجربة الديموقراطيّة ويدفع الأثمان الباهظة نتيجة مواقفه الوطنية». وسأل: «هل هي مصادفة أن تتزامن أعمال التصدي المسلح للجيش في القاهرة وأعمال الشغب والهجوم على مقار الدولة وحرق الكنائس مع نصب كمائن وتفجيرات مسلحة للشرطة والجيش في بؤرة الإرهاب المتجددة في سيناء؟». وشدد على «ضرورة متابعة تنفيذ خريطة الطريق بحذافيرها بإشراف الرئيس المصري عدلي منصور وتعاون القوات المسلحة وكل الفرقاء السياسيين والأحزاب والتيارات الشعبيّة وحركة «تمرّد» فضلاً عن الأزهر والكنيسة القبطيّة والأحزاب الاسلاميّة والهيئات المعنيّة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والعبور بمصر نحو الاستقرار»، لافتاً إلى أنه «على رغم كل الجراح التي ولّدتها الأحداث المأسوية الأخيرة، لا مفر من استيعاب كل الأطراف والجماعات والتيارات في إطار الحياة السياسيّة شرط التزامها القوانين والأنظمة، وكما قال الفريق السيسي إن مصر «تتسع للجميع»، وهذه قاعدة انطلاق مهمة لإعادة ترميم الوضع الداخلي واستعادة الهدوء. فاستقرار الأمن القومي المصري ينعكس على المنطقة العربية وأمنها، واهتزازه يترك تداعيات سلبية على المنطقة العربيّة برمتها».