تطوع شماء ضيف الله القويز بيديها اللتين خط الزمن عليهما عروقا بارزة، الكليجا وتضعها باحترافية على النار، لتتلقفها أفواه جائعة تنتظر التذوق من أطعمة ظلت راسخة تستحضر تاريخ الزمان والمكان. ويتحلق حولها ثلة من محبي تلك الأكلة الشعبية، فتذوقها ينقلهم إلى ذكريات محببة تغوص في عمق التاريخ، وتبتهج من كلمات المدح التي تسمعها من المتذوقين لخبزاتها. وفي ظل تزاحم الأطعمة من مختلف الأصقاع وتنوعها، وما تتطلبه من جهد، وما يطرأ عليها من إضافات بغية الحفاظ على جودة المذاق، تقبع أم عبدالله مع بناتها الأربع في ركنها المتواضع، عتادها عزة نفس، ومهارة مكتسبة تستقطب عشاق هذا الصنف من هذه الأكلة التي يطلق عليها «حلا الطيبين». وقالت لـ«عكاظ» شماء القويز «أم عبدالله» إن الكليجا تتكون من زيت نباتي، سكر، ملح، طحين بر، والحشوة الداخلية عبارة عن ليمون، قرفة، زنجبيل. وعن قصتها مع صناعة الكليجا والممتدة لـ 30 عاما شكت من تجاهل ابداعها حيث لم يحالفها الحظ بالفوز بجائزة خلال مهرجان بريدة حاولت الحصول على دعم من الضمان الاجتماعي لمشروعها إلا أنهم اشترطوا وجود كفيل، متمنية من الجهات المعنية الاهتمام بصناعة الكليجا القصيمية التي اشتهرت بها المنطقة، وأن تمثل المملكة في مهرجانات الأطعمة بدول الخليج والدول العربية. وفي نفس السياق أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية خالد بن دخيل الله الثبيتي، أن الضمان يقدم دعما للأسر المنتجة من ١٠ آلاف وحتى ٣٠ ألف ريال وفق ضوابط وشروط معينة، مبينا أنه بإمكان أم عبدالله مراجعة أقرب فرع لها والاطلاع على الشروط الخاصة بذلك.