تخريب جلسات مجلس الأمة أصبح نهجاً واضحاً، وربما متعمداً، وإن اختلفت طرقه، تارة بنقص أعضاء الحكومة وتارة بتغيب أعضاء من البرلمان، ثم بإثارة الفوضى والاضطراب أثناء الجلسة. العقد الأخير لم نكد نحصل على مجلس يكمل مدته، ومجالسنا الأخيرة لم تسلم من آفة مبتدعة وهي البطلان، الذي أساسه في الغالب أخطاء حكومية فادحة في إعداد مراسيم حل المجلس أو الدعوة إلى الانتخابات، والجميع يتساءل في الكويت: كيف لم يُحاسب أحد على تلك الأخطاء الكارثية؟! وأما حلّ المجلس فقد أصبح عادة حكومية تمارسها كلما ضاق الخناق على تعثرها وسوء إدارتها، ولذلك أصبحت مجالسنا الأخيرة غير معمرة وتُوأد في مهدها، ويُفترض بأوضاع كهذه الأوضاع التعيسة التي يُحرم فيها الشعب من مؤسسته التشريعية التي تمثله، أن يحرص النواب على عقد جلساتهم أولاً بأول، وأن يزيدوها لتعويض النقص القاتل في العمل التشريعي، وبالتأكيد فإن اقتراح بعض النواب بعقد جلسة إضافية خاصة بالتشريع يوم الخميس مرتين شهرياً، لهو اقتراح مستحق وواجب ملحٌ على النواب سرعة تبنيه واتخاذه سبيلاً للإنجاز المفقود. أمر آخر يجب التنويه له وهو دور إدارة المجلس في مسألة كبح جماح المخربين والسيطرة على الجلسات وتطبيق اللائحة الداخلية في وجه من يتعمد إثارة الفوضى وجر النواب إلى الصراعات الشخصية المرة تلو الأخرى، وهو أمر مرفوض، ويجب على الأعضاء حسم موقفهم تجاه تلك الممارسات المشينة، وكف أذى من اعتاد «التنمر السياسي» بلا حساب ولا عقاب. أمر غريب أن تنجح مخططات تخريب الجلسات وتعطيلها على مدار السنين، وواجب علينا كمواطنين محاسبة النواب المتسببين في تخريب الجلسات أو تعطيلها، سواء بتأثير حكومي أو بنفس شخصي وأنانية كريهة، إذ إن استمرار نهج تخريب الجلسات سيعود علينا بالضرر جراء تأخير أعمال البرلمان وإرهاق المجتمع بتتبع الصراعات الطفولية التي تُثار بين بعض النواب بين الحين والآخر، كما يجب على النواب المخلصين استيعاب الحالات التي يجري جرهم فيها جرّاً إلى خلافات مصطنعة وصراعات مدفوعة.. الغرض الأساسي منها تشويه عمل البرلمان وإضاعة وقته وعدم تمكين أعضائه من تحقيق أهداف المواطنين وأمانيهم وتطلعاتهم التي عجزت الحكومات المتوالية عن إنجازها، فاستوعبوا ذلك رجاءً.. والله الموفق. إضاءة تاريخية:3 أبريل 1991 – صدور قرار مجلس الأمن 687 بوقف إطلاق النار بعد حرب التحرير وتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية وإنشاء صندوق لتعويض الكويت.وليد عبدالله الغانمwaleedalghanim.com