×
محافظة مكة المكرمة

"صحة الطائف" توعي زوار المجمعات التجارية بــ "نواقل المرض"

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي حداد بكسر الحاء وتسكين الدال، أو بفتحها وتشديد الدال، أو بما شئتم، فكلها يمكن «تركيبها»، خصوصاً والحديث عن الشعر وفي لغته طبائع كثيرة، ويمكن أن أعتبر أنكم لا تجيدون قراءتي، لأنني لا أجيد الكتابة! قبل أسبوعين قرأت للشاعر قاسم حداد في صحيفة «الشرق» مقالة هي الأولى في سلسلة يبحث فيها عن القارئ، وأكتشف أن من يقرأونه منذ سبعينات القرن الماضي لا يفهمون شعره، أو هكذا فهمت، يقول: «أقول عن شعوري بأنني كتبت جلَّ قصائدي لقراء لا يحسنون القراءة، ولا يتمتعون بالدرجة الكافية من الوعي والحساسية الشعرية والمعرفة الثقافية اللازمة لقارئ الشعر». ثم يضيف: «فليس صحيحاً أن ثمة قرّاءً للشعر الذي أكتبه بالمعنى التقني الحضاري الذي ظللنا طوال الوقت نزعمه، هذا إذا استثنينا الندرة المعروفة لأقرب القراء، وربما هم ما يمكن رصدهم شخصاً شخصاً إذا تجاوزوا بعض الأصدقاء من الشعراء وأصدقائهم، والدائرة الأصغر من المولعين بالشعر الذين بلا مزاعم ثقافية وإعلامية، أولئك هم فقط قراء الشاعر، قراء شعري كمثال». لماذا لا يفترض قاسم حداد ذو التجربة العريقة، أنه لا يجيد قول أو كتابة الشعر الذي يحقق معنى الشعر بالنسبة للعامة، ويسلب لب القارئ؟ لماذا لا يفترض أنه ومجموعة من أسماء ضخمها الإعلام كانوا يكتبون «مع أنفسهم» ولأنفسهم بعيداً عن إبداع يصل إلى شغاف القلوب، فتفهمه العقول؟ لماذا أجاد القارئ غير الشاعر وغير المتخصص القراءة والطرب والتعمق في شعر غازي القصيبي ومحمد الثبيتي ومحمد جبر الحربي، للتمثيل لا للحصر، وكلهم جايلوك وجايلتهم، لكن شعرهم كان شعراً، وقارئهم كان يطرب، وكان لا يمل من قول «اعد» لمن كان يلقي شعرهم أو بعضاً منه؟ لقد اخترت أن تحصر أو تختصر دائرة قرائك في النخبة، فلا تبحث عنا نحن العاديين أصحاب تمايل الرؤوس طرباً بقصيدة، نحن الذين نقرأ بحثاً عن شعر، وليس عن شاعر، وإذا كانت الرمزية الشديدة سمة مرحلة عانى فيها الشعراء، خصوصاً الحداثيين، من رقابة رسمية وشعبية خانقة، فهي لم تبتعد بكثير من الشعراء والشاعرات عن قرائهم، ولم تحصر فك الطلاسم في أصدقائهم والشعراء أمثالهم. في رأيي كقارئ مصنف مع من «لا يحسنون القراءة» بحسب تصنيفك أن الشعر ليس ما يقرأ فقط، أريد أن أسمع موسيقاه، ليس في تفعيلته وحسب، لكن في تناغم أفكاره وصوره ومعانيه في الوصول إلى روحي، في تلك النشوة الصغيرة، المتعة العربية الخالصة التي أحتمل من أجلها الغواية، والتي تجعلني أعتبر شاعري متجملاً وليس كاذباً. قاسم حداد قامة ثقافية عربية لا يحق لي الانتقاص من عمقها، لكن والأمر شعر وشاعر ومشاعر، يحق لي أن أدافع عنا نحن الذين لا نحسن قراءة شعره، على رغم أننا أجدنا فهم نثره، فهل فقدنا ناثراً عظيماً ضل طريقه للشعر.     mohamdalyami@