شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا أمس عن الأوضاع في مصر قالت فيه إنه بعد نجاح الجيش المصري في تطويق وشل تحركات جماعة الإخوان المسلمين في شوارع القاهرة، وبعد تغيير الرئيس السابق أصبح بالإمكان القول إن جمهورية مصر العربية باتت مقبرة الطموحات «الإخوانية» إلى السلطة وإلى تحديد أطر مستقبل المنطقة. وأضاف التقرير أن الفصل المصري في الصحوة العربية كان بدأ مع الانتفاضة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك ثم انتهى مع الإنهيار المدوي للإخوان المسلمين الذين حلوا مكانه، فهذه الجماعة التي شهدت فترات من الصعود والهبوط منذ تأسيسها قبل 80 سنة، فازت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل أن تدمر نفسها في غضون سنة واحدة. لقد أثار الرئيس المخلوع محمد مرسي غضب جميع شرائح المجتمع المصري ما عدا شريحة ضيقة من المتشددين لا تهدف إلا للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة بعيدا عن العمل على إنعاش الاقتصاد المترهل وعلى رأب التصدعات السياسية. ونقل التقرير عن جمال عرفاوي الخبير في الشؤون السياسية المصرية قوله: «لقد تفاجأت من السقوط السريع للإسلاميين فقد كنت أتوقع استمرار الإخوان فترة طويلة في السلطة والإفادة من تجربة الإسلاميين في تركيا، ويبدو أن الإخوان المصريين يسيرون اليوم بإتجاه العودة إلى العمل السري الخارج على القانون لعقود من الزمن بعد أن نجحت القوى الأمنية في شل تحركاتهم التي زعموا أنها كانت سلمية على عكس ما أثبتت التطورات على الأرض». وقالت الغارديان إن مرسي وزمرته خلال وجودهم في السلطة أثبتوا عدم أهليتهم في التعاون حتى مع أقرب حلفائهم من الإسلاميين أو خصومهم الليبراليين، كما أثاروا غضب الجيش الذي زعموا في البدء أنهم يرغبون في التنسيق معه، وبذلك تركوا البلد منقسما أكثر من أي وقت مضى منذ نشوء الجمهورية المصرية عام 1953. إلى ذلك قال «جورج جوف» الخبير في شؤون أفريقيا الشمالية في جامعة كامبريدج البريطانية: «لا يمتلك الإخوان المصريون ذرة من الفهم بشأن كيفية العمل الديموقراطي. ومن الصعب أن نتصور كيف أن فريقا ما بعد وصوله إلى السلطة يتصرف بمثل هذه الحماقة، الصورة هذه تعكس عدم الأهلية الصارخة لجماعة إخوان مصر في تسلم السلطة، لقد ارتكبت هذه الجماعة عملية انتحار سياسي وسوف تحتاج إلى عقود لكي تستعيد رشدها لأن الغالبية العظمى من المصريين فقدت ثقتها بهذه الجماعة». أما الأستاذ الجامعي فواز جرجس فقال: «أصبح الإخوان الآن شريحة سامة في مصر والمنطقة وهذا التوصيف يتخطى الحدود المصرية ليصل إلى المجموعات الإخوانية في كل من تونس والأردن وغزة».