وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الجمعة روسيا من أي محاولة "تدخل" في الاستحقاق الرئاسي الفرنسي بعد زيارة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن لموسكو. وقال أيرولت أثناء مغادرته اجتماعا للحلف الأطلسي في بروكسل "ليست روسيا من يختار الرئيس التالي للجمهورية الفرنسية". وأضاف أن الكثيرين من وزراء الخارجية الـ27 الآخرين المشاركين في الاجتماع "تطرقوا إلى مخاطر التدخل الروسي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والرئاسة الفرنسية هي التالية تليها الألمانية". وأكد الوزير الفرنسي "نحن متيقظون، فروسيا لا ترضى بالتدخل في شؤونها الداخلية، ونحن كذلك"، مضيفا أن وزراء "كثيرين قالوا لي ماذا عن هذه الزيارة التي أجرتها مارين لوبن لموسكو وسط أجواء احتفالية والتقى بها الرئيس فلاديمير بوتين لمدة ساعة ونصف ساعة، أليست تدخلا؟". والخميس اعتبر نائب رئيس المفوضية الأوربية فرانس تيمرمانس أن بوتين استقبل لوبن بهدف إثارة "انقسام" أوروبا "لإضعافها". وفي ختام اللقاء مع لوبن قبل أسبوع أكد الرئيس الروسي "لا نريد بأي شكل من الأشكال التأثير" على الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تعقد دورتها الأولى في 23 نيسان/أبريل. وأضاف أيرولت أن "البعض حادثني بشأن مرشحين رئاسيين آخرين يلقون استحسان موسكو" من دون أن يحدد إن كان يقصد مرشح "الجمهوريون" فرنسوا فيون أو مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون. من جهته أعتبر فيون الجمعة أن الاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات في بلده "أوهام" مكررا في مؤتمر صحافي في باريس تأكيد سعيه إلى "فتح حوار جدي وصريح" مع موسكو. وأضاف المرشح أن "هذه الحملة الانتخابية يتخللها ما يكفي من التدخلات غير المرغوب فيها لئلا نبحث عنها في روسيا"، في إشارة إلى متاعبه القضائية في إطار فضيحة وظائف وهمية محتملة. لكنه أبدى موقفا مبهما من ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، مؤكدا أن هذه المسألة يجب حلها "في إطار الأمم المتحدة" ولا يعود "إلى دولة أو أخرى اتخاذ مبادرات" بشأنها. وأضاف "ليس ضروريا حشر روسيا بنشر بطاريات مضادة للصواريخ على حدودها (درع الحلف الأطلسي). ويجب التوصل إلى توازن". وختم فيون بالتأكيد أن "الخطر الرئيسي على أوروبا ليس روسيا، بل التسلط الإسلامي"، معتبرا أن السياسة الخارجية يجب أن تأخذ "الواقعية وحدها" في الاعتبار.