المعارضة السورية ترد على موقف إدارة ترامب من مصير الرئيس السوري، رافضة أي دور له في مستقبل البلاد.العرب [نُشر في 2017/03/31]رسائل أميركية متضاربة بشأن الأسد جنيف- أكدت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية الخميس في جنيف انها لا يمكن ان تقبل بأي دور للرئيس بشار الاسد في اي مرحلة مقبلة، بعد تصريحات اميركية مفادها ان اسقاط الاسد ليس اولوية. وقال منذر ماخوس احد المتحدثين باسم الهيئة للصحافيين في جنيف "لا يمكن أن تقبل المعارضة بأي دور لبشار الاسد في اي مرحلة من المراحل المقبلة وليس هناك اي تغيير في موقفنا". ويأتي موقف المعارضة بعد تصريحات اميركية الخميس تعد اول المؤشرات حتى الان الى سياسة الادارة الاميركية الجديدة ازاء سوريا. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي للصحافيين "أولويتنا لم تعد التركيز على اخراج الاسد" من السلطة، وذلك بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أنقرة أن "وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري". و"خيار الشعب السوري" الذي أشار إليه تيلرسون، هو مصطلح استخدمته منذ فترة طويلة موسكو التي تسعى إدارة ترامب الى التقرب منها في محاولة للحصول على دعم روسيا في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا. وفي ظل إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، شكل خروج الاسد من السلطة هدفا رئيسيا لسياسة واشنطن، إلا أن الرئيس الجديد دونالد ترامب أكد بشكل أكبر ضرورة التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ورغم ذلك، تراهن المعارضة السورية على دور اميركي فاعل ازاء الملف السوري من شأنه ان يساهم في انضاج تسوية سياسية للنزاع الذي دخل عامه السابع، متسبباً بمقتل اكثر من 320 الف شخص. وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات فرح الاتاسي للصحافيين في جنيف ان المعارضة تتلقى رسائل "متضاربة" من الجانب الاميركي، مؤكدة في الوقت ذاته "اننا نتطلع الى بداية جديدة مع هذه الادارة وتصحيح الاخطاء الكارثية الي ارتكبتها ادارة اوباما". واوضحت ان المطلوب من الجانب الاميركي "التعامل بسياسة اكثر حزما في الملف السوري لتحجيم النفوذ الايراني اولاً والتعامل مع الروس الذين قاموا بسطو مسلح على الملف السوري ثانياً". وتعد موسكو وطهران ابرز حلفاء دمشق، وساهم تدخلهما في قلب موازين القوى لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة. وكانت واشنطن تعتبر من ابرز داعمي المعارضة السورية والراعية الرئيسية الى جانب موسكو لمفاوضات جنيف. ويشارك ممثلون للحكومة السورية والمعارضة منذ اسبوع في جولة خامسة من المفاوضات برعاية الامم المتحدة في جنيف، من المقرر ان تنتهي مبدئياً الجمعة. ويقول محللون انه لا يمكن توقع الكثير من مفاوضات جنيف قبل ان ترسم الولايات المتحدة ملامح سياستها ازاء الملف السوري من ضمن الاستراتيجية التي تعمل على اعدادها لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. خيارات صعبة ورغم أن الإدارة الأميركية تريد التخفيف من أهمية هذه الانعطافة، فإن الخبراء يرون في تغيير اللهجة هذا تحولاً كبيراً. وقال جوزيف باحوط الباحث في مؤسسة كارنيغي "أعتقد أن هذا الإعلان مهمّ، على الأقلّ لأنه أول (إعلان) شبه رسمي بشأن هذه المسألة، وعلى هذا المستوى في الإدارة". واعتبر أن "الروس يجب أن يكونوا مسرورين جدّاً" لأن الموقف الذي عبّر عنه تيلرسون يُلاقي الخط الذي تدافع عنه موسكو إحدى الحلفاء الرئيسيين للأسد. ومن المفترض أن يتوجه تيلرسون إلى موسكو الشهر المقبل للاجتماع مع القادة الروس. وقد ركّزت زيارته إلى تركيا بشكل كبير على سوريا، وذلك في أعقاب إعلان أنقرة إنتهاء عمليتها العسكرية التي بدأتها في أغسطس في شمال سوريا من أجل طرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية والميليشيات الكردية السورية. وتعبّر تركيا بانتظام عن إدانتها للدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. أما أنقرة التي تدعم من جهتها مجموعات مسلحة أخرى منضوية في "الجيش السوري الحر"، فتعتبر أن وحدات حماية الشعب مجموعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني. ووصف تيلرسون تركيا بـ"الحليف الرئيسي" في القتال ضد الجهاديين، قائلاً "لا يوجد خلاف بين تركيا والولايات المتحدة في التزامنا بهزيمة داعش". وكان الرئيس ترامب قال سابقاً إن على القوى الإقليمية العمل معا لهزيمة الجهاديين. وأشارت تركيا إلى رغبتها في الانضمام إلى أيّ عملية للسيطرة على الرقة، لكن من دون مشاركة الميليشيات الكردية. واكتفى تيلرسون بالقول "ما ناقشناه اليوم هو الخيارات المتوافرة لنا، ولكي أكون صريحاً فإنّ الأمر يتعلق بخيارات صعبة".