في رثاء أخي وشقيقي الشيخ أحمد بن حمود - رحمه الله النارُ تقتاتُ من قلبي... ومن كَبِدِي... تكاد تأتي على الباقي من الجَسَدِ..!! أوَّاهُ.. أوَّاهُ.. كم حاوَلْتُ أسترُها عن الأقاربِ بالتَّهويمِ والجَلَدِ ..!! مشاعرُ الحزنِ كم داريتُ وطأتها ولم أُبنْ بعضَ ما قد دارَ في خَلَدِي..!! لكنَّها تتجلَّى في ملامِحِنا كشُعلةِ النَّارِ لا تخفى على أحدِ..!! رحلتَ يا صنوَ رُوحي عن مرابعِنا فبتُّ أسرُفُ في همٍّ وفي كَمَدِ..!! قد كنتَ خيرَ أخٍ، بلْ كنتَ مثلَ أبي وكنت لي، إن ألمَّتْ كُربةٌ، سنَدي..!! قد كنتَ لي، ولغيري، خيرَ مدرسةٍ في الصِّدقِ والبُعدِ عن غِلٍّ وعن حَسَدِ في الجُودِ والبَذلِ والإخلاصِ في زمنٍ طغت بهِ قيمُ التزييفِ والحَرَدِ..!! قد كنتَ والديَ الثَّاني وكنت لنا كالطَّودِ في قوةِ الأركانِ والعُمُدِ يا صنوَ روحي ويا من لا مثيلَ لهُ يا من أعزُّ على نفسِي من الولدِ قد كنت عنديَ مثل البدرِ في حَلَكٍ يُضيءُ ليلي ويَهديني لدربِ غدِي أُوتيتَ حكمةَ لقمانَ التي ضربُوا بها المثالَ، وكانت غايةَ الرَّشَدِ..!! إيمانُكم يتجلَّى في ملامحِكم يا قُدوةَ النَّاسِ في دينٍ ومعتقدِ... لا يعرفُ الخلقُ إلا بسمةً طُبِعت على محيَّاكَ في سعْدٍ وفي نَكَدِ..!! يا ناصرَ الحقِّ يا نجماً تفردُهُ فاقَ النجومَ وعن مجراه لم يحدِ..!! يا باذلَ النُّصْحَ في سِرٍّ وفي علنٍ وكاظمَ الغيظِ عن خَصْمٍ ومُنتقدِ..!! يا مُكرمَ الضَّيفِ في حِلٍّ ومرتحلِ شابهتَ حاتمَ في جُودٍ وبذلِ يَدِ..!! ذكراكَ نلمسُها في كلِّ زاويةٍ من الحياةِ، وفي صفوٍ وفي فَنَدِ..!! وسوف نحيا بها زاداً يبلِّغُنا بعضَ العزاءِ ويُطفي لوعةَ الكَمَدِ..!!