بعدما عُرِفت الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون بالمرأة الفاتنة، بدأت تفرض نفسها تدريجياً كممثلة بارعة. وبفضل الأفلام التي شاركت فيها من إنتاج شركة «مارفل»، أصبحت الممثلة التي تحقق أعلى الإيرادات على شباك التذاكر. سكارليت جوهانسون هي المرأة الوحيدة في قائمة أعلى الممثلين أجراً، وتحتل المرتبة الثامنة بعد توم كروز، وكسبت حتى الآن 3.3 مليارات دولار من مجموع أعمالها. لكنها تدرك أن هذه المراتب تتغير، لذا لا تهتم بالحفاظ على مكانتها بل تثق في نفسها وتسعى إلى تجاوز قدراتها واختيار مشاريع تحمل المجازفات. تقول سكارليت: «تعمّدتُ في الفترة الأخيرة أن أختار شخصيات تبحث عن نفسها وعن هويتها وتتحدى المفاهيم المـألوفة عن معنى الإنسانية. لكني أشعر بأنني وصلتُ إلى نهاية هذا البحث. حان الوقت كي أسلك اتجاهاً مختلفاً». وضعت جوهانسون أخيراً صوتها على شخصية الأفعى الشريرة «كاي» في فيلمThe Jungle Book (كتاب الأدغال). ربما يشير اختيارها هذا الدور إلى التغيير الذي تتكلم عنه. نشأت سكارليت في نيويورك وكان والدها مهندساً دنماركياً ووالدتها منتِجة وُلدت في حي البرونكس. بدأت مسيرتها في عمر العاشرة، في عام 1994، حين فشلت في تجربة أداء أمام كيرستن دانست. لكن تعرّف إليها الجمهور الواسع في فيلم Lost in Translation (ضائع في الترجمة) عام 2003. بعد مرحلة المراهقة، بدأت تكسب استقلاليتها وتفرض أسلوبها الخاص واتّضح جمالها الأخاذ. لكنها تميزت بشكل أساسي بصوتها المخملي الجذاب الذي يأسر المشاهدين في أي دور تؤديه. كذلك لا يُعتبر جمالها أرستقراطياً وتقليدياً بل شعبياً ومتحرراً ومعاصراً. «قنبلة ذرية» في عام 2005، قرر المخرج وودي آلن أن يحوّلها إلى «قنبلة ذرية» في فيلم Match point (نقطة المباراة). تأثر المخرج بها كثيراً واعتبرها ملهمته وأخرج فيلمَين آخرين من بطولتها: (Scoop (2006 و Vicky)Cristina Barcelona 2008). يكفي أن نسمع سكارليت وهي تتكلم عن علاقتها بالمخرجين كي تتضح ازدواجيتها وعلاقتها بالكاميرا: «أحتاج إلى المخرجين. من واجبي أن أحقق رؤيتهم. أحبّ أن أثق بالآخرين وأجد من يوجّهني. لا شيء أسوأ من أن يشعر الممثل بأن المخرج غير مهتم أو أنه يركز على النواحي التقنية من العمل. يحبّ الممثل أن يركّز عليه المخرج. تنشأ أفضل العلاقات مع المخرجين الذين يطلبون الأفكار من الممثلين. يجب أن يحصل التبادل في الاتجاهين». أجمل نساء العالم لا تنزعج سكارليت جوهانسون من تصنيفها ضمن أجمل نساء العالم أو التركيز الدائم على شكلها الخارجي: «طالما لا يؤثر هذا الجانب في عملي، لا يزعجني الموضوع. في الماضي، كنت أخشى أن يحصرني شكلي في أدوار معينة. لكني ناضلتُ كي أخرج من هذه الخانة وأظن أني نجحت. اليوم أشعر بأنني حرّة بالكامل. أعرف من أكون. يسمح لي وضعي الراهن بأخذ مجازفات إضافية واستكشاف هويات متنوعة». يأتي فيلم Ghost in the Shell (شبح في قوقعة) اليوم ليتوّج مسيرتها الاستكشافية: «نادراً ما تأخذ امرأة بطولة فيلم ضخم بهذا الشكل. وسمح لي السيناريو بالإجابة عن عدد من أسئلتي الوجودية المرتبطة بما يجعلنا بشراً». الدور المقبل لا يمكن توقّع الدور المقبل الذي ستؤديه جوهانسون. لكن تشير أحدث المعطيات إلى أنها لن تسمح لأحد بترويضها. أثبت خطابها القوي خلال المسيرة النسائية ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن أنها امرأة قوية ومتحررة وجذابة ومتّزنة، فضلاً عن أنها قادرة على جذب أنظارنا وتشغيل عقلنا في آن!