×
محافظة المنطقة الشرقية

خطط الضبط المدرسي تثبت فاعليتها في جذب الطلاب خلال أسبوع ما قبل الاجازة

صورة الخبر

رضوان المصمودي، رئيس "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية"، إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبعد القضاء على تنظيم "داعش"، ستكتشف أن "النموذج الديمقراطي التونسي هو البديل للمنطقة"، ففي هذا النموذج يوجد "تعايش بين حركة إسلامية وتيار علماني". وأضاف المصمودي، في مقابلة مع الأناضول، أن في تونس "ديمقراطية ناجحة ومستقرة وتلبي احتاياجات الشعب"، مشددا على أن التجربة التونسية تعد "أولوية لواشنطن في مكافحة الإرهاب، حيث تمثل بديلا عن التطرف"، لا سيما في ظل "الإعجاب" في واشنطن بحركة النهضة الإسلامية، الشريك في الائتلاف الحاكم مع حزب "نداء تونس" (علماني). والمصمودي هو تونسي مقيم في الولايات المتحدة الامريكية، منذ عام 1981، وأسس في واشنطن عام 1999، "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية"، للتعريف بأن الإسلام والديمقراطية لا يتعارضان، وبعد أن أطاحت ثورة شعبية بالرئيس التونسي، زين العابدين بن علي (1987-2011)، أسس المصمودي مركزا بالاسم نفسه في تونس. وفي مقر المركز بالعاصمة تونس، اعتبر الخبير التونسي أنه "في المرحلة الأولى (من حكم ترامب الذي بدأ يوم 20 يناير/ كانون ثان الماضي) لن يكون هناك نقصان أو زيادة في مستوى الدعم للتجربة التونسية.. ستحافظ واشنطن على مستوى الدعم نفسه، وهذا في حد ذاته شيء إيجابي". لكنه استدرك بقوله: "بعد سنة أو سنتين أو أقل قليلا ستكتشف واشنطن أهمية التجربة التونسية وأنها رائدة فعلا.. كل المنطقة بحاجة إلى هذا النموذج الناجح، وبحاجة إلى أن تزداد تونس نجاحا وتقدما، ليس في تحقيق الديمقراطية فقط، بل في أن تكون ديمقراطية ناجحة وديمقراطية مستقرة وديمقراطية تلبي احتياجات الشعب". وشدد المصمودي على أن "إدارة ترامب ستكتشف أن هذه التجربة مهمة جدا في المنطقة، وأتوقع أن يدعمها ترامب بشكل أكبر، لكن بعد سنة أو سنتين، أي بعد أن تفهم إدارته واقع المنطقة". ** ترامب والإسلام السياسي ومنذ الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب، يتصاعد في الولايات المتحدة الأمريكية الربط بين الحركات الإسلامية والإرهاب، وسط دعوات محلية وخارجية إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية"، مع استثناء حركة النهضة الإسلامية التونسية. وعن هذا الوضع، دعا الخبير التونسي إلى "الفصل بين الخطاب الانتخابي (لترامب)، الذي تمّ فيه التخويف من الإسلام والتيارات الإسلامية وبين سياسات إدارة ترمب بعد الانتخابات" الرئاسية، التي أجريت في 8 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي. واعتبر أن "هناك خلطا في المجتمع الأمريكي بين الإسلام والإرهاب وبين الإسلام والجماعات الإرهابية، وكلمة الإسلام السياسي يساء فهمها؛ لأنه ليس معروفا ما المقصود بالإسلام السياسي". وقلل المصمودي مما اعتبره البعض حربا من ترامب على تيارات الإسلام السياسي، مرجحا أن "يعدّل ترامب من خطابه خلال الأشهر المقبلة.. هو بدأ التعديل بالفعل، وسيطلب من وزارة الخارجية تقريرا حول علاقة المنظمات أو الأحزاب الإسلامية بالإرهاب، وسيعطيها مهلة شهرين أو ثلاثة أشهر لتقدم له هذا التقرير، فهو لن يحدد بمفرده ما ستصنفها واشنطن منظمات إرهابية". وزاد بأن "الخارجية الأمريكية تعرف جيدا أن الجماعات الإسلامية مختلفة، فمنها ما هو إرهابي، مثل القاعدة وداعش، لكن هناك أحزاب إسلامية شريكة الآن في الحكم أو هي الحزب الأول أو الثاني في دول العالم العربي من المغرب إلى الجزائر إلى تونس إلى ليبيا إلى اليمن إلى مصر إلى الأردن إلى العراق.. واشنطن ليست غبية لتضع كل هذه الحركات والأحزاب المتنوعة في سلة واحدة وتتهمها بالإرهاب". ** إعجاب بحركة النهضة وبشأن الموقف الأمريكي من حركة النهضة الإسلامية التونسية، الشريكة في الائتلاف الحاكم، قال رئيس "مركز دراسة الإسلام والديقراطية"، إنه "في واشنطن يُنظر إلى حركة النهضة على أنها نموذج ناجح للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية، للإسلام المعتدل، للتجربة الديمقراطية في تونس، لتعايش حركة إسلامية (النهضة) مع التيار العلماني (بقيادة حزب نداء تونس)، لوجود توافقات، لوجود دستور توافقي اتفق عليه الجميع.. دستور مدني حداثي وديمقراطي.. كل العالم يشهد بهذا". وأردف قائلا: "لم أشك، ولو للحظة واحدة، أن واشنطن يمكن أن تصنف حركة النهضة منظمة إرهابية، ومن انتظر ذلك فهو حقيقة لم يفهم كيف تقيّم أمريكا والعالم تجربة النهضة، فهناك إعجاب كبير بالتجربة التونسية، وبحركة النهضة، وبالشيخ راشد الغنوشي (زعيم الحركة) تحديدا كمفكر إسلامي معتدل جمع بين قيم الإسلام وقيم الحداثة والديمقراطية". ** زيارة "ناجحة" لواشنطن وخلال الأسبوع، زار وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، واشنطن، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين، بينهم نظيره الأمريكي. هذه الزيارة اعتبر الخبير التونسي أنها "كانت ناجحة وموفقة، فالوزير عقد لقاءات مهمة قام خلالها بالتذكير والتعريف بالتجربة التونسية، وهي تجربة ناجحة ورائدة تحتاجها الإدارة الأمريكية الجديدة في تنفيذ أولويتها مكافحة الإرهاب". وأوضح المصمودي أنه "لمكافحة الإرهاب تحتاج واشنطن إلى حلفاء، وتحتاج خاصة إلى أن يكون هناك بديل عن التطرف، وأن يكون هناك فكر إسلامي معتدل ديمقراطي، وهذا في صالح واشنطن والمنطقة". ** حديث عن قاعدة أمريكية وبشأن عدم مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في قمة الاستثمار الدولية "تونس 2020"، التي استضافتها تونس في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، قال رئيس "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية" إن "الحكومة الأمريكية لا دور لها في الاستثمار". وتابع موضحا أنه "إذا أردنا الاستثمار، فعلينا التوجه إلى الشركات الأمريكية وغيرها، وأن نخلق لها مناخا يشجع على الاستثمار.. الحقيقة أن المناخ الحالي في تونس لا يشجع على الاستثمار؛ مما خلق فراغا ونقصا كبيرا في الاستثمار". وحول ما يذهب إليه البعض من أن الدعم الأمريكي لتونس مشروط بحصول واشنطن على قاعدة عسكرية جنوبي تونس، قال المصمودي: "حسب علمي لم تطلب واشنطن أبدا قاعدة في تونس.. البلدان نفيا ذلك". الخبير التونسي شدد على وجود "تعاون أمني حقيقي بين البلدين مثلا في مجال الطائرات دون طيار التي تحارب الإرهاب وتحمي وتراقب الحدود.. تونس لديها اتفاقيات مع واشنطن للحصول على طائرات دون طيار، ومدربون أمريكيون يأتون لتدريب تونسيين على استخدام هذه الطائرات". وتابع أن "الحرب على الإرهاب تمثل مصلحة مشتركة، وهي قضية حياة أو موت للبلدين.. ترامب وعد في حملته الانتخابية بالقضاء على داعش وبقية المنظمات الإرهابية خلال السنة الأولى في حكمه، وأعتقد أنه سيسير في هذا المجال في ليبيا وسوريا والعراق". ** اتصالات مع حفتر في سياق الأزمة بالجارة ليبيا، قال المصمودي إن وزير الخارجية التونسي زار واشنطن "ليبحث عن دعم حقيقي للمبادرة الثلاثية (تونس والجزائر ومصر) لحل الأزمة الليبية سلميا، وفي الوقت نفسه يريد أن يظهر أن تونس قادرة على أن تساهم وتساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". واعتبر أن هذا الجهد "في مصلحة ليبيا.. ولتونس والولايات المتحدة وأوروبا والعالم عامة مصلحة كبيرة في استقرار ليبيا حتى لا تصبح مقرا للإرهاب والفوضى". وحول ما يتردد عن اتصالات أمريكية مع خليفة حفتر، قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا، قال الخبير الليبي إن "واشنطن تبحث دائما عن مصلحتها وهي دائما في الحوار مع كل الأطراف، وألا تنحاز إلى طرف ضد آخر، وألا تصبح هي نفسها طرفا في الصراع الليبي". وأضاف أن "واشنطن حتى وهي تدعم حكومة التوافق الوطني، برئاسة فائز السراج، (المعترف بها دوليا)، تحتاج إلى التحاور مع حفتر لتقنعه بأن يصبح جزءا من الحل، وألا يكون دائما ضد حكومة الوفاق، وألا يرفض أي حل سلمي للصراع الليبي". ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي، عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، اثنتان منها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهما الوفاق والإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق)، المنبثقة عن مجلس النواب، التابعة له قوات حفتر. وتابع المصمودي أن "هناك لوبيات (جماعات ضغط) في واشنطن، وخاصة للإمارات ومصر والسعودية، وهذه أنظمة داعمة لحفتر، وربما روسيا كذلك، وهي تحاول أن تضغط كي تدعم واشنطن حفتر أو على الأقل تقبل به كشريك وكحليف في ليبيا". وختم الخبير التونسي بأن "الرؤية لا تزال غير واضحة في واشنطن.. إدارة ترمب لا تزال جديدة في السلطة، وهي تجري تقييمات لتحدد معالم سياستها، سواء في ليبيا أو خارجها.. وفي الغالب مصلحة واشنطن هي في إيجاد حلّ سلمي، والحلّ السلمي لا يمكن أن يمرّ إلا عن طريق التوافق بين كل الأطراف". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.