غنام الغنام | أكدت رئيسة اللجنة الإعلامية في رابطة «أبي أتعلم» د.نبال خالد بورسلي أن فكرة «مدرسة المستشفى» تنطلق من تمكين الطلبة المرضى الذين يعانون مرض السرطان من استكمال تعليمهم، وهم داخل المستشفى. وبيّنت بورسلي خلال حديثها لـ القبس أن الهدف من فكرة مدرسة المستشفى أنه يوجد في قسم أمراض دم الأطفال والسرطان في مستشفى البنك الوطني مستشفى الصباح نحو 400 ملف نشط لأطفال ما زالوا تحت المتابعة والعلاج، وسنويا يتلقون 100 حالة، حيث نسعى إلى ألا تُحرم هذه الفئة من التعليم. وأشارت إلى السعي خلال الفترة المقبلة لاستكمال بروتوكولات المشروع مع وزارة الصحة والتربية «حتى نصل إلى الصفة الرسمية من أجل أن يختبر الطالب وهو في المستشفى ويكون بإشراف لجنة متخصصة من وزارة التربية».وفي ما يلي اللقاء: ● هل تحدثيننا عن رابطة «أبي أتعلم»؟ ــــ في البداية تقع الرابطة تحت مظلة جمعية إعانة المرضى، وهي صاحبة الفضل لاحتضان الفكرة ورئيسة مجلس إدارة الرابطة، هي د.منى بورحمة، رئيسة قسم أمراض الدم والسرطان في مستشفى البنك الوطني. ومشروع الرابطة «مدرسة المستشفى» يتكون من مجموعة المتطوعين من الأطباء والأكاديميين والتربويين وأولياء الأمور من أجل تمكين الطلبة المرضى ممن يعانون مرض السرطان من استكمال تعليمهم وهم داخل المستشفى، وفكرة استمرارية التعليم لم تأت من فراغ، لأنه يعتبر حقا مكفولا لمن يعيش على أرض الكويت، ولهذا نجد أن وزارة التربية لديها قرارات تنظيمية، والتي تمكّن الطالب المتغيّب من تقديم الاختبارات خلال موعد أقصاه شهر أكتوبر من العام الدراسي. وهذا القرار صدر في يوليو 2015، ومع هذا توجد هناك حالات لا تستطيع أن تقدم الاختبار لظروفها الصحية، ما أدى إلى أن تعاد السنة لهم مرة أخرى، وهذا الأمر قد عاد عليهم بالشكل السلبي على حالتهم النفسية والصحية. تعليم الأطفال ● ما الهدف من مشروع رابطة «أبي أتعلم»؟ ــــ الهدف هو أن تستمر عملية التعليم للأطفال الذين يعانون من السرطان والأمراض المزمنة والذي بسبب المرض يتغيبون فترات طويلة عن مقاعد الدراسة، فمثلا يوجد في قسم أمراض دم الأطفال والسرطان في مستشفى البنك الوطني – مستشفى الصباح نحو 400 ملف نشط لأطفال لا زالوا تحت المتابعة والعلاج وسنويا يتلقون 100 حالة، وهذا عدد كبير ولهذا جاء الهدف الذي نسعى إليه ألا تحرم هذه الفئة من التعليم، ونحن نؤمن بأن تعليم الأطفال المرضى جزء لا يتجزأ من أي مشروع تنموي تقدمه الدولة في مجال الصحة والتربية، وكقطاع أهلي نحن شركاء لتقديم ما بوسعنا لهذه الفئة من الأطفال. ● أين تكمن أهمية المشروع؟ ــــ تكمن أهمية المشروع على صعيدين: الأول عندما يلتحق الطفل بمدرسة المستشفى فإن ذلك يخلق لديه روتينا يوميا يشغله بما هو إيجابي، كم أنها تعطيه فرصة للقاء أطفال آخرين بنفس حالته الصحية. كما أن استمرارية التعليم تعطي الأهل والطفل الأمل بالرجوع إلى مقاعد الدراسة واللحاق بأقرانه من دون أن يكون المرض هو سببا لإعادة السنة الدراسية. على صعيد آخر طبقا لنوع المرض والعلاج، فإن هذه الفئة من الأطفال قد تفقد شعرها وتغير لون جلده ويتغير وزنه وبعض الحالات من الممكن أن تميل للعنف أو الانطواء أو الاكتئاب، كما أن بعض الأطفال يعانون من ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز وضعف حدة البصر وعدم القدرة على الاتزان مما يجعلهم عرضة للسقوط. ولهذا نسعى إلى توفير بيئة آمنة إيجابية للطفل داخل المستشفى بحيث نتعامل مع التغيرات النفسية والجسدية والقدرات العقلية، وهذا الأمر يكون من خلال تطويع المناهج بناء على حالة وقدرات الطالب في مرحلة لاحقة يتم إعداد برنامج تأهيلي للعودة إلى المدرسة الأصلية بعد انتهاء العلاج، آخذين هذه الأمور بعين الاعتبار. ويسعى المشروع بأن تقدم المادة العلمية بأسلوب بعيد عن التقليدية والتلقين وذلك باستخدام التقنيات التعليمية المناسبة. تجارب الدول ● هل هناك تجارب مماثلة لهذا المشروع؟ ــــ نعم، هناك تجارب كثيرة في هذا الشأن منها في الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول العربية، فالسعودية يوجد بها مؤسسة «سند» التعليمية في الرياض، وهي جمعية نفع عام افتتحت قبل أربع سنوات وهي متخصصة في تعليم الأطفال داخل المستشفى ممن يعانون من مرض السرطان، وقد قام وفد من مجلس الإدارة بزيارتها وتم زيارة أحد المستشفيات في ولاية أورجين في أميركا، حيث لديهم خبرة أكثر من 15 عاما في هذا المجال. ● أين وصل مشروع مدرسة المستشفى؟ ــــ تم تقسيم المشروع إلى مراحل مختلفة، حيث انطلقت المرحلة الأولى من المرحلة الابتدائية ومن ثم سننتقل إلى المتوسطة والثانوية ونطمح ان نتعامل مع الطلاب الذين يتلقون علاجهم خارج الكويت، وذلك عن طريق التعليم عن بعد، وهذا الأمر سيكون عن طريق شركات تقنية متخصصة في بناء المنصات الإلكترونية لوضع المناهج الخاصة بكل مرحلة من أجل ان يستمر هذا الطفل في التعلم وتفعيل التعلم عن بعد. كما يوجد لدينا اليوم فصل دراسي متكامل تم افتتاحه في 5 فبراير الماضي في مستشفى البنك الوطني، ولا يفوتني هنا أن نشكر د.مهدي الفضلي مدير مستشفى الصباح وكذلك وزير الصحة د.جمال الحربي على تشجيعهم ودعمهم للمشروع، حيث تم توفير الفصل الدراسي والإجراءات اللازمة لهذا النوع من المشاريع. وحاليا في مدرسة المستشفى يتم تدريس مواد العلوم والدين والاجتماعيات والرياضيات واللغة العربية اضافة إلى أنشطة الترفية والرسم. طريقة التسجيل ● ما آلية التسجيل لمشروع مدرسة المستشفى؟ ــــ تبدأ فكرة التسجيل من خلال توجه فريق من القائمين على المشروع إلى أولياء الامور ممن أبناؤهم نزلاء في المستشفى من اجل ان يحاطوا علما بفكرة المشروع ويسجلون بياناتهم وتتم مباشرة تسجيل الطالب وتقديم الجدول الدراسي له، وطبقا لحالة الطالب الصحية التي يوصي بها الطبيب المختص، إما يتم تدريسه في الفصل الدراسي في المستشفي أو في غرفته في المستشفى في كلتا الحالتين يكون التدريس فردي. ● ما ابرز الأنشطة التي قام بها مجلس الإدارة خلال الفترة الماضية؟ ــــ تمت إقامة مؤتمر تحت اسم مبادرة تطبيق مدرسة المستشفى في الكويت، حيث تم استدعاء بعض الخبراء في هذا المجال، اضافة إلى بعض المتخصصين في الجانب النفسي وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استفدنا الكثير من هذه الخبرات وتم عمل ورش عمل للمتطوعين والإداريين بحضور ومشاركة اعضاء مجلس الرابطة، وكذلك محاضرات تثقيفية خاصة بالعمل التطوعي ودورات تدريبية للمدرسين حول كيفية التعامل مع الطفل المريض وكيفية تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة. المشاريع المستقبيلة ● ما المشاريع المستقبلية التي تطمحون إليها في الرابطة؟ ــــ كمدرسة المستشفى، لابد ان نستكمل بروتوكولات المشروع مع وزارة الصحة والتربية، خاصة ان بعضها ما زال قيد المشاورات، لا سيما فيما يتعلق بوزارة التربية حتى نصل إلى الصفة الرسمية من اجل ان يختبر الطالب وهو في المستشفى، ويكون بإشراف لجنة متخصصة من وزارة التربية، وهذه الشراكة مع كل من وزارة التربية والصحة جدا مهمة لضمان استدامة المشروع واستمرارية التعليم لهذه الفئة من دون انقطاع. ● من الطاقم التعليمي في مشروع مدرسة المستشفى؟ ــــ يصل عدد المعلمين المتطوعين في هذا المشروع إلى نحو 6 معلمين متطوعين يعملون خارج أوقات العمل الرسمي، لان اوقات العمل لدينا تبدأ من الساعة الرابعة عصرا حتى الساعة السابعة مساء، وهم يشرفون على اكثر من 20 طفلا، اضافة إلى 30 مدرسا كويتيا ما بين متقاعد او على راس عمله وهم حالياً على قائمة المتطوعين، كما تتكون مدرسة المستشفى من طاقم إداري يشرف على سير العملية التعليمية. ● هل من كلمة أخيرة؟ ــــ لابد ان نشكر جمعية اعانة المرضى التي احتضنت المشروع من البداية وتوفير الموقع الذي نحن موجودون فيه، والقائمين على وزارة التربية ووزارة الصحة وكذلك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والخطوط الجوية الكويتية والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة ومجموعة الجري التعليمية ومدرسة النجاة الخيرية ومدرسة النبراس ومركز تقويم وتعليم الطفل والمدرسة العالمية الاميركية، كما نشكر المتبرعين من الأفراد وجميع المتطوعين في اللجان التابعة للرابطة، فلولا حماسهم وجهودهم لما أصبح المشروع واقعا. في كل المستشفيات أفادت نبال بورسلي بان الرابطة تطمح ان تكون جزءا من شبكة داخل المستشفى، ويكون جزءا منها الاختصاصي الاجتماعي والنفسي والصيدلي والممرضة والدكتور. وقالت: نقصد في هذه الجزئية انه في بعض الاوقات من الممكن ان يلاحظ الاختصاصي النفسي او الاجتماعي او المدرس بعض الملاحظات على الطالب اكثر من الطبيب المتخصص، والتي من خلالها يسارع في تبليغ الطاقم الطبي، كما نطمح أن يكون هناك مدرسة المستشفى في كل المستشفيات التي هي قيد الإنشاء والمستشفيات الموجودة حاليا. للتواصل مع الرابطة قالت نبال بورسلي انه يمكن التواصل مع الرابطة من خلال موقع الرابطة www.phf.org.kw وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تويتر@iwtl.kw او الانستغرام@iwtl.kw.