أحمد المصري/ الأناضول دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة العربية الـ 28 في الأردن، إلى استمرار الحوار بين دول المنطقة وإيران، لتحقيق الأمن والاستقرار. وقال إن "وهم ما يسمى الربيع العربي، أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا"، مشيراً إلى أن العالم العربي "يواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة". وأضاف: "نؤكد في العلاقات مع إيران على الأسس المستقرة في العلاقات الدولية والقانون الدولي، والتي أساسها احترام سيادة الدول والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لها، واحترام متطلبات حسن الجوار". وتابع:"متطلعين الآن إلى استمرار المشاورات والحوار البناء بين دول المنطقة وبينها (طهران) لتحقيق الأمن والاستقرار فيها". وبشأن الوضع العربي العام، استطرد بالقول: "لقد أطاح وهم ما يسمى الربيع العربي بأمن واستقرار أشقاء لنا، وعطّل التنمية والبناء لديهم، وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي، لتتدهور الأوضاع الأمنية فيها وليعيش شعبها معاناة مريرة وتتضاعف معها جراح أمتنا". وأردف "وحتى نتمكن من تجاوز تلك الحقبة المظلمة من واقعنا العربي، فإننا مطالبون باستخلاص العبر مما حصل لنا، وأن نصحح العديد من مسارات عملنا تحصينا لمجتمعاتنا وتماسكا لجبهتنا الداخلية وتحقيقا لتطلعات شعوبنا المشروعة". وشدد "نحن مطالبون على مستوى آلية القمم العربية أن يكون التعامل وفق نهج مختلف عما درجنا عليه في السابق، ولتكن هذه القمة اليوم بداية لتحديد مسار جديد لنا نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي نواجهها". وأكد "أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعفا في تماسكنا، الأمر الذي يتوجب معه علينا العمل وبكل الجهد لأن نسمو فوق تلك الخلافات، وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص بأمتنا ويبقي على معاناتها ويشل قدراتها على تجاوز هذه الخلافات". وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال أمير الكويت :"لا زال المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن إيجاد حل للكارثة التي يعيشها الأشقاء في سوريا بكل أبعادها". وبين أنه "رغم نتائجها وإفرازاتها الخطيرة فالجهود السياسية لازالت متعثرة بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة". وأعرب عن أمله أن "توفق معها جهود مبعوث الأمين العام لسوريا استيفان دي ميستورا، في تحقيق التطور الإيجابي الذي نتطلع إليه". وأشاد بالدور الذي تقوم به "الدول المستضيفة للاجئين السوريين وما تتحمله من أعباء جسيمة جراء ذلك "لاسيما الأشقاء في الأردن ولبنان والعراق ومصر والجمهورية التركية الصديقة".وحول الوضع في اليمن، أكد أمير الكويت أن "المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، نتائج الحوار الوطني، قرار مجلس الأمن الدولي 2216) هي السبيل الوحيد لإنهاء تلك الكارثة التي استنزفت الأرواح ولا تزال". وعن مسيرة السلام في الشرق الأوسط ، قال الصباح :"لا زالت إسرائيل تقف حائلا أمام إنجاح هذه المسيرة لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". ودعا المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن "للقيام بواجباته لإنهاء هذه المأساة التي هي أساس ما تعانيه المنطقة من توتر وعدم استقرار ". وبيّن الصباح أن ظاهرة الإرهاب "تبقى تحدياً كبيراً يهدد أمننا ويقوض استقرارنا ويتطلب عملاً مضاعفاً وشاملاً مع المجتمع الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية وفكرها المنحرف لنحفظ للبشرية أمنها وللعالم استقراره". وانطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، اليوم الأربعاء، أعمال القمة العربية الـ 28، والتي تبحث نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول عربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945. ويستضيف الأردن القمة بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.