النجاح في هذه الحياة ليس هبة يتفضل بها أحدهم عليك، ولا إرثا قد يؤول إليك يوما، ولا ضربة حظ قد تضل طريقها إليك، إنما هو حسن ظن بالخالق ثم إيمان بالذات وجهد يبذل وتحد لا يعرف اليأس وإرادة لا تعرف الانحناء. إن لم تصنع أنت نجاحك فلن تحصل عليه، تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان، لكن الكثيرين يتجاهلونها، لأنهم ببساطة يدركون أن مواجهتها تعني بذل مزيد من الجهد والوقت والاستغناء عن الراحة والملهيات التي تمنحهم سعادة مؤقتة! حين تؤمن بقدرتك ــ بإذن الله ــ على النجاح وتؤمن بذاتك فلن يحول بينك وبين تحقيق أحلامك أي حائل، ومهما كانت الآراء السلبية تتطاير من حولك ومهما حاول المحبطون أن يزرعوا التشاؤم في حياتك فلن يفلحوا، لأن تقييماتهم السلبية لن تعني لك شيئا فأنت تركز على أهدافك وحسب ولا ترى سواها. ديفيد هارتمان كان طفلا كفيفا يحلم بأن يكون طبيبا، سأل والده يوما قائلا: هل تعتقد يا أبي أني أستطيع أن أكون طبيبا؟ أجابه والده بمنتهى الذكاء: أنت لا تدري هل ستكون طبيبا أم لا إلا إذا جربت. ولذا أصر ديفيد على التجربة والمحاولة التي لا تعرف اليأس لأنه ببساطة قرر أن يصنع نجاحه، رغم أن معظم من حوله كانوا يعتقدون أن تحقيق حلمه أمر مستحيل. حين تخرج في الثانوية بامتياز أرسل إلى عشر جامعات وجاءه الرد سريعا من تسع منها بالرفض، ولكن الجامعة العاشرة وهي جامعة تمبل قبلت طلبه في بادرة مميزة منها. واجهته العديد من العقبات فقد كان ضريرا لا يرى من الأنسجة الدقيقة أثناء التشريح شيئا، فاضطر إلى خلع قفازاته المطاطية ليتحسس هذه الأنسجة الداخلية الدقيقة مما أفقد أصابعه حاستها بسبب قوة مفعول المحلول الخاص بحفظ الجثث من التحلل. اعتمد على سمعه، ومساعدة الممرضة المرافقة له، واجتهاده الشديد الذي كان يدفعه للمذاكرة 12 ساعة يوميا. في 27 نيسان (أبريل) من عام 1976 نال ديفيد هارتمان شهادة الدكتوراه في الطب! نجاح ديفيد وغيره، يمنحنا إلهاما عميقا بأن كل إنسان بإمكانه ــ بإذن الله ــ أن يحقق حلمه، حين يؤمن بقدرته على تحقيقه. وخزة يقول نابليون بونابرت "لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء".