×
محافظة المنطقة الشرقية

تحقيقا لرؤية المملكة 2030 هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات توقع عقد أول مشاريع النطاق العريض اللاسلكي عالي السرعة في المناطق النائية

صورة الخبر

يشهد تاريخ حي الكوت بالاحساء عطاءات علمية وإبداعات ثقافية جعلت الاحساء موطن علم يؤمها الطلاب، وأخذت الإنجازات عن علمائها البارزين وأنجبت أعلاما كانوا شموسا مضيئة في سماء الفكر، ونذروا أنفسهم لخدمة العلم وطلابه وحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ. ورغم ما يتمتع به هذا الحي من تاريخ ضارب في القدم، إلا أن المشاهد حاليا أنه ممتلئ بالعمالة الوافدة الذين يقطنون فيه بكثافة ويعملون في مختلف المهن، الجيد منها والعشوائي. وأوضح د. عبدالإله الملا، الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل، أن حي الكوت يمتاز بأشهر مدارس الأحساء غير النظامية، مثل مدرسة القبة التي تأسست عام 1019هـ ومبناها من الجص وأبوابها من خشب أشجار الأثل وسقفها على هيئة قبة لذلك سميت بها، وما يميزها وجود القبة الجميلة التي تعلو حجرة التدريس فيها، حيث بنيت بناء جيدا ومؤسسا، الأمر الذي جعلها صامدة أكثر من أربعة قرون. مضيفا إن هناك ثلاثة أربطة تم تأسيسها في حي الكوت وهي، رباط علي باشا، ورباط آل عمير، ورباط الملا «الشيخ عبدالله أبي بكر الملا»، مبينا أن لهذه الأربطة شهرة علمية واسعة في شرق الجزيرة العربية، حيث كانت محطا لسكن طلبة العلم من داخل البلاد وخارجها، ممن يريدون التفرغ للدراسة وطلب العلم في هذه الواحة، فمن سكنه من داخل الأحساء الشيخ عبدالله بو شبيب، والشيخ عبدالعزيز العبيد الله، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الملا، ومن خارج الاحساء الشيخ عبدالله الأنصاري، والشيخ القاضي أحمد بن حجر الشافعي وهما من علماء قطر، والشيخ يوسف القناعي والشيخ أحمد الرشيد، وهما من علماء الكويت، والشيخ محمد بن أحمد الخزرجي، من علماء دبي. وقال الشيخ التربوي محمد الملا المدير السابق لتعليم البنات بالاحساء: إن تاريخ الأحساء يمتاز بما يسمى بالأربطة العلمية، وهي أماكن مخصصة لسكن طلبة العلم، الذين يفدون إلى البلد، يسكنون فيها، ويوفر لهم فيها المأكل والمشرب وجميع ما يحتاجون إليه طيلة إقامتهم بها، كما كانت تعقد فيها إضافة إلى طلبة العلم الغرباء المنقطعين أو المسافرين للحج من بلاد متفرقة، كبلاد فارس والهند وعمان، فهي بمنزلة النُزُل «الفنادق» للغرباء. من جهته، أبان مشرف مركز التراث العمراني الوطني، د. مشاري النعيم، أن الكوت يشتهر بما يسمى الساباطات، والمكونة من 4 أحياء هي «الرفعة الشمالية والرفعة الجنوبية والكوت والنعاثل»، ويعد الرفعة الشمالية أقدم حي وهو عبارة عن قرية معزولة عن مدينة الهفوف القديمة التي كانت عبارة عن الكوت فقط في زمن الجبريين والزمن المبكر للعهد العثماني في القرن السادس عشر، وبعد ذلك امتدت إلى النعاثل ثم ضمت الرفعة الشمالية والجنوبية. والرفعة الشمالية كان حقيقة أكثر الاحياء احتواء على الساباطات وكان أغلب الطرقات مغطاة تشبه إلى حد كبير «مدينة غدامس الليبية»، بالإضافة إلى الكوت الذي يوجد به عدد كبير من الساباطات وأشهرها ساباط أبوبكر وهو اشتهر بأسرة العلم ابوبكر ويقصده كثير من الناس وكانت تعقد به كثير من الحلقات والدروس والفضائل المفتوحة. وأوضح النعيم أن الساباطات ظهرت لسد حاجة المجتمع والأسر من المساحات العمرانية التي تحتاجها الأسرة وبعض الوظائف المهمة.