خرجنا من مولد التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، بلا حمص.. رغم أن هناك من محبي الأرقام من سيأتي ويقول: حسابياً، الأمل موجود.. «سلم لي على الأمل».. المهندس مهدي علي قدم استقالته من تدريب الأبيض.. اتحاد الكرة لا حس ولا خبر، «طب وبعدين؟».. وبالفصحى، وماذا بعد؟.. هل ستكون استقالة مهدي هي البرد والسلام؟، وهل هي ما ينسينا وقع الصدمة التي أجلت الحلم المونديالي إلى أربع سنوات لاحقة؟ طبعاً لا. الطامة الكبرى، إذا فكر اتحادنا الموقر في استغلال هذه الاستقالة، ليداري كل الأخطاء التي وقع فيها خلال الشهور التي تلت تولي الإدارة الجديدة مقاليد الحكم، فهذا سيكون بمثابة الهروب من الواقع، والتحول إلى نعامة تدفن رأسها في الرمل. لا يمكن لاتحاد الكرة، وعلى رأسه المهندس مروان بن غليطة، أن يتذاكى على الجميع، ويعتبر أن الاستقالة هي الحل، وأن المستقبل الوردي لكرة الإمارات قادم بعد هذه الاستقالة، عليه أن يغير الكثير، وأن يبدأ من الداخل، يجب البدء في تغيير طريقة التعامل مع كل أطراف المنظومة، عليه أن يترك سياسة تحويل الأنظار من المشكلة الأكبر، إلى تفريعات صغيرة هنا وهناك. على الاتحاد أن يفتح قلبه للجميع، وأولهم من يختلفون معه، على الاتحاد، كمؤسسة، أن يرأب الصدع الحاصل في أركان هذه المؤسسة، ويعترف بأن المشكلة ليست في قالوا وزعموا، بل المشكلة أكبر من ذلك بكثير. على رئيس الاتحاد أن يخرج للرأي العام، في مؤتمر صحافي، تحضره كل وسائل الإعلام المحلية، وليست جهات مختارة، ويكشف حقيقة الفترة الماضية، وأفكاره للمستقبل، حتى يتحمل مسؤولية ما يقول وما سيفعل. على اللاعبين أن يراجعوا بصدق ما قدموه في هذه المرحلة، هل مستوياتهم تتناسب مع عصر الاحتراف وطموحاته؟ أم أن الاحتراف ما هو إلا كذبة كبيرة صدقناها، ولم ننل منها إلا خزائن فارغة في الأندية، ولاعبين تضخمت أرصدتهم البنكية، مقابل عناوين رنانة وألقاب محلية لا أكثر. هل علي مبخوت في مباريات المنتخب، هو ذلك الهداف الذي لا يشق له غبار محلياً، هل أحمد خليل أفضل لاعب في آسيا، أثبت مع المنتخب أنه صاحب هذا اللقب الكبير، هل عموري قدم للأبيض ما يقدمه مع العين؟، هل القائمة بكاملها كانت على قدر التحديات، وبحجم الرهان في الأوقات الصعبة؟. صافرة أخيرة.. الغموض الذي اكتنف المنظومة الكروية طوال الأشهر التي تلت الانتخابات، لا بد أن تكون نتيجته ما نراه حالياً، ومن أبسط الأمثلة، هل استقال مهدي علي بعد مباراة العراق، أم أمس فقط؟.