×
محافظة المنطقة الشرقية

إياتا: حظر الكومبيوترات في مقصورات الركاب أمر «غير مقبول»

صورة الخبر

القاهرة: رحاب عبدالعظيملم يعد المقهى في مصر يجسد تلك الصورة النمطية للطاولات، ومن حولها المقاعد والنرجيلة، والجلوس من الرجال، كما لم يعد يجسد تلك الصورة الحديثة ل«الكافيه»، حيث شاشات العرض والمكيفات وكثير من المشروبات الساخنة، إذ شهدت السنوات الأخيرة ظهور أشكال مختلفة من المقاهي التي عرفت التخصص الشديد، بعضها يعلن بوضوح أنه للبنات فقط، والآخر يعلن أنه للعمل وحسب، بعيداً عن الثرثرة والأصوات المرتفعة، فيما خصص آخرون مقاهيهم للقراءة والاطلاع، مؤكدين أنهم لا يرحبون بأي شكل من أشكال التدخين. «توندا كافيه» مقهى في مدينة «دمنهور» بمحافظة البحيرة، يعلن للجميع أنه للبنات والأطفال فقط، فلا مكان للرجال في المنطقة، تماماً ك«رفقة»، ذلك المقهى المغلق على سيداته بمنطقة الجيزة، الذي أسسته مجموعة من الفتيات بأيديهن. إلفا أحمد، فنانة شابة، وواحدة من مؤسساته، تحكي عن التجربة قائلة: «أغير الأماكن التي أعمل فيها من وقت لآخر، دائماً أبحث عن شيء لا أعرف تحديداً ما هو، لكنني وجدته في (رفقة)، ذلك المكان الذي صممت تفاصيله كاملة، بل إنني طليت المقاعد بيدي، واخترت ألوان المفارش والطاولات، واخترت مكانًا تدخله الشمس، كما تدخله الفتيات بلا تحرج، خصوصاً إن كن محجبات».المكان ترعاه الفتيات بالكامل، إذ تعد فتاتان الطعام داخله، هما هبة شعراوي وفيفيان، وفيه أغاني أطفال، ويتيح القائمون عليه شبكة إنترنت مجانية، و3 مشروبات مجانية فضلاً عن إمكانية قضاء اليوم بالكامل مقابل 20 جنيهاً.«للقراءة فقط»، لافتة رفعها عدد غير قليل من المقاهي، في مقدمتها «بوكليت» الذي يتيح لزبائنه القراءة والعمل وتناول المشروبات، دون أي أثر في المكان لشاشات التلفاز أو النرجيلة، معلنين بوضوح عبر موقعهم الرسمي أن هدفهم الرئيسي هو دعم المواهب والطاقات الشبابية. يقول محمد أشرف، أحد مديري المكان: «مصطلح (Co-Working Space) أو مساحات العمل الجماعية انتشر للغاية، كثير من طلبة جامعة القاهرة، ورواد منطقة الدقي بالجيزة بحاجة إلى أماكن يجلسون بها دون استغلالهم مادياً، ومن دون أن يتعرضوا لتشويش من أصوات السيارات أو قنوات التلفاز، ومن هنا جاءت الفكرة. إذ يمكن لرواد المكان أن يجلسوا اليوم بالكامل ب 20 جنيهاً ، مقابل المشروبات وخدمة إنترنت قوية، فضلاً عن مساحة مفتوحة تطل على حديقة الأورمان العتيقة».4 سنوات من العمل أوجدت مئات الزبائن المستديمين، من بينهم عبدالله مجدي، الذي أكد أن محاولة العثور على مكان هادئ يسمح بالعمل بلا تشويش أو استغلال أصبحت مستحيلة في مدينة القاهرة المزدحمة، لذا يعد هذا المكان معجزة لرواد العاصمة الراغبين في العمل، خصوصاً في وجود غرف للاجتماعات، فضلاً عن خدمات تصوير الورق والطباعة، لافتاً إلى أن العشرات من أصدقائه الذين يدشنون مشاريعهم الناشئة لجؤوا إلى ذلك المقهى والنتائج كانت إيجابية للغاية.«كارافان»، مساحة أخرى غيّرت مفهوم المقهى لتجعله متسعاً إلى هؤلاء الراغبين في العمل والكتابة والقراءة. يشرح مديره طريقة عمله قائلاً: «مكان هادئ وبسيط في المعاملة وصاحب ذوق جديد ومختلف، يتيح لرواده الاستجمام بل والشعور بأنهم في منزلهم بلا تكلف. تعمدنا ذلك، ففي كل ركن ثمة صور وكتب وألوان مبهجة وإضاءة طبيعية للشمس».موسيقى، وقهوة، وهدوء، وإنترنت، ومكتبة، عناصر بدت مشتركة بين المقاهي بمعناها الحديث، فضلاً عن قاعات العمل التي أصبحت عنصراً مشتركاً بدورها، فالقاعات مجهزة بشكل كامل بشاشات عرض و«وايت بورد» وإنترنت لاستقبال أي اجتماع عمل أو «إيفينت» أو دراسة أي مشروع أو نشاط طلابي، إلى جانب برنامج أسبوعي لكسر الملل مثل عرض الأفلام. «ملاذ» مقهى آخر، تحديداً في منطقة وسط القاهرة. بين الزحام يعلن أنه المساحة الفارغة التي يمكن أن تستوعب هؤلاء الراغبين في العمل، والقراءة أيضاً، عبر 500 عنوان في مكتبته. ليس هذا فحسب، فالمكان يعلن رعايته لمحترفي الفنون، ويقول شعاره : «نحن ملجأ القراء ومحبي السلام الداخلي». عدد آخر من المقاهي قرر التخصص في أمر مختلف. «دوتس ستوديو»، أعلن أنه يستقبل المبدعين الذين لا يملكون مكاناً، ليكون مقرهم الذي يمكنهم من خلاله استقبال زبائنهم. معنى مختلف للخروج لكلا الطرفين. المزيد من الخدمات يقدمها المكان بحسب القائمين عليه، والتي لا تتوقف عند حدود تقديم المشروبات أو الخدمة الطيبة، إذ يوفرون ستوديو احترافياً لروادهم من المبدعين الراغبين في تصوير أعمالهم، إلى جانب مساحات للعمل، وتسويقه بأسعار تنافسية.أمنية خضر، صانعة العرائس الشابة واحدة من رواد المكان الذين حظوا أخيراً بمساحة عمل ومتنفس، فضلاً عن التصوير الاحترافي لمنتجاتها، الأمر الذي ساعدها على التسويق لها بشكل أفضل.المساحة التي أصبحت مقصد المبدعين في القاهرة، تحولت إلى عنوان كثير منهم، حيث يرتبون الموعد للزبائن والأصدقاء مؤكدين أنهم سيكونون في «دوتس»، إلا أن ذلك المقهى ليس الوحيد في المجال، لكنه كان أكثر عموماً بعكس «نقاشين جرافيك» التي اختارت لجمهورها أن يكونوا من المصممين فقط، فيما اختار القائمون على «فاب لاب» فئة المبتكرين والمخترعين.يشرح القائمون على «فاب لاب» وظيفته بقولهم: نحن جزء من شبكة «فاب لاب» العالمية، وهي عبارة عن مساحة حرة للإبداع ومفتوحة للجميع، غير حكومية، وغير هادفة للربح، نوفر بيئة فعالة للابتكار والمشاركة ونشر ثقافة التعلم عن طريق التجربة والعمل، نتيح مساحة وفرصة للتصنيع الرقمي، تحت شعار «اصنعها بنفسك»، كما نتيح المساحة للمبدعين في مجال البرمجيات.إلى جانب المشروبات، يتيح الموقع لرواده معملاً للإلكترونيات، ومكواة للحام قطع التركيب السطحي، فضلاً عن أدوات مختلفة للحام القطع الإلكترونية، وراسم ذبذبات، وأدوات للقياس والاختبار، وقطع وأجزاء إلكترونية متنوعة، ووحدات تغذية، إلى جانب منصات لتطوير المشاريع وغيرها من الأدوات، ومكتبة.يقول محمد عبدالقادر، أحد مديري «فاب لاب»: «من خلال المشاركة والأدوات والماكينات المتاحة يستطيع الأعضاء من مختلف الفئات كالأطفال، والطلبة، والهواة، ورواد الأعمال تحويل الأفكار والمشاريع التي طالما حلموا بتنفيذها إلى واقع ملموس».فكرة بدا أن النجاح كان حليفاً لها، فعقب كثير من الإقبال طوال 4 سنوات، أصبحت الحاجة ملحة لمكان أكبر، ما دفع القائمين على «فاب لاب» للانتقال إلى «فيلا» على كورنيش المعادي. «نقاشين جرافيك» مساحة عمل أخرى، لكنها أكثر تخصصاً، فهي أعلنت بوضوح أن روادها يجب أن يكونوا من فئة المصممين، ويمتلك مديرو المكان، الذين يعملون في مجال التصميم بدورهم، رؤية يلخصونها بقولهم: نرغب في تحسين سوق العمل من ناحية تطوير المصمم، ومساعدة العميل في اختيار الأنسب لتطبيق أعماله، والمساحة التي نوفرها تتيح المشروبات وأماكن وورشاً للعمل ودورات في مجالات الفوتوشوب، والتصميم، والخط العربي، والتيبوجرافي، والكاليجرافي وغيرها.