كليرمون فيران: هدى الصالح أخذ إيمانويل، رجل الأعمال الفرنسي، مجموعة من الصحافيين الأجانب في جولة بين أروقة قلعته الفرنسية القديمة التي يعود إنشاؤها إلى القرون الوسطى، بعد أن اشتراه لزوجته كريستين في عام 2006 بعد تقاعده، وانتقل إلى العيش فيها مؤخرا مع أفرد أسرته. اعترف السيد إيمانويل، في حديثه، بأن فكرة شراء قصر قديم كانت أسهل من تحقيق حلم العيش فيه لكثرة ما يحتاجه القصر التاريخي من أعمال ترميم وصيانة، قائلا «لم يخطر في ذهني قبل الانتقال للسكن في القصر كيفية وصول الماء والكهرباء إلى الأدوار العليا وتوفير وسائل التدفئة الحديثة». ويقع القصر، الذي يعود عمره إلى ما يقارب 800 عام، على تدفق الحمم البركانية ويبعد 15 كم عن جنوب كليرمون فيران وسانت ساتورنين، في إحدى القرى القديمة والتي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى. وبحسب المالك الجديد فإن أحد أبرز الإشكالات التي وقفت عائقا أمام شرائه للقصر تمثل في الوصول إلى الورثة الذين توزعوا في مختلف أنحاء المدن الأوروبية، قائلا «لقد قضينا فترة طويلة في البحث عن ورثة القلعة لأخذ موافقاتهم على البيع ونقل ملكيته». وقد بنيت هذه القلعة في القرن الثالث عشر من قبل عائلة لا تور دي أوفيرني، للملكة كاثرين دي ميديتشي التي شهد حكمها الحروب الأهلية والدينية في فرنسا ومارغريت دي فالوا، حتى أعطيت القلعة للملك لويس الثالث عشر للمساعدة في توطيد سلطته. وسرعان ما ينعكس لزائر القلعة نمط العمارة العسكرية في القرون الوسطى من خلال الخندق الكبير، والأسوار والأبراج ومواقع إطلاق القذائف وسكب المياه الساخنة على المهاجمين خلال ما شهده القصر قديما من معارك بين الإنجليز والفرنسيين. ويحتل القصر الجزء العلوي من القرية الفرنسية القديمة التي صنفت ضمن إحدى أجمل القرى الفرنسية، وبالقرب من الكنيسة الرومانية القديمة، حيث جرى بناؤهما من الصخور البركانية محاطة بمساحة شاسعة من الحدائق جرت توسعتها وصيانتها في عصور النهضة، إلى أن تم تصنيف القصر في 1889 كأحد النصب التذكارية وأتيح للجمهور العام. ورفض السيد إيمانويل الإفصاح عن ثمن شرائه للقلعة الفرنسية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، مشيرا في الوقت ذاته إلى التكاليف الباهظة التي بدأ في تحملها من أجل صيانة وترميم القصر وجعله أكثر مناسبة للسكنى. ولمعالجة الالتزامات المالية حول المالك الجديد جزءا من القصر لفندق بأجنحة فاخرة جمعت بين قطع الأثاث العتيقة والحديثة إلى جانب الشرفات المطلة على حديقة القصر بما في ذلك تجهيز قاعات لإقامة المناسبات الرسمية وحفلات الزواج قائلا «استقبلنا في العام الماضي نحو 10 آلاف زائر، ما بين زوار للقصر وحفلات وعدد آخر فضلوا قضاء العطلات بين أروقته».