المسؤولون عن توطين القطاع المهني في السعودية والخليج عموما، يدركون أن سبب عدم تحقيق كامل النجاح في خططهم طويلة المدى، يعود إلى جانب اجتماعي مهم. وهو نظرة المجتمع للمهنيين بأنهم أقل درجة ومن يخالفني أجزم بأنه غائب عن المجتمع وفي برج عاجي من الفهم. في المقابل هناك أوجه مقبولة كثيرا لدى الناس مثل العمل في شركات القطاع الحكومي أو الخاص في نفس المهن تقريبا.. ما الفرق؟ الفرق أن المجتمع يتعامل معك في الحالة الأولى كشخص تكدح وتكسب من عرقك بهذه المهن، فيما أنت في الوضع الآخر مجرد موظف في شركة أو عسكري في قطاعات الدولة العسكرية المختلفة. قد تكون حدادا في «أرامكو» أو «سابك» أو في سلاح المهندسين. ويكون جوابك عن طبيعة عملك بـ: أنا موظف في «أرامكو» أو عسكري فني في الجيش. كيف نخدع التقاليد؟ ببساطة نؤسس شركة مساهمة عامة برأسمال حكومي مع مشاركة القطاع الخاص المهتم بهذا المجال، ويتم التعامل مع أصحاب المهن القائمة والناجحة وتحولهم إلى شركاء بالأصول القائمة أو تمويل خططهم التوسعية بالفروع الجديدة وبالتالي أصبحوا جميعا تحت كيان مهني ضخم. يحظون بالثقة والنظام والتأمين وفوق هذا أصحاب أعمال وليسوا أصحاب ورش. وأوقن بأن مثل هذا التوجه متى ما بدا صحيحا سيحل مشاكل التوطين في هذا القطاع، ويفتح المجال لسوق ضخمة استحوذ عليها الأجانب طوال عقود مضت من الزمان. والأهم تعميق سوق الأسهم بشركة جديدة خدماتية تساهم في الناتج المحلي بشكل مباشر. نقلا عن “عكاظ”