أُردِّد دَائمًا أنَّنا نَعيش في زَمن هَمزة الوَصْل؛ لَا هَمزة القَطْع، وأصبَح التَّواصُل بَين النَّاس؛ سِمَة مِن سِمَات هَذا الزَّمَان الذي نَعيش فِيهِ، ولَو سُئلت في أي زَمنٍ عِشت؟ لقُلت: عِشتُ في زَمن التَّواصُل، مِن هُنا أعتَبر نَفسي ابنًا لهَذا الزَّمَان، حَيثُ أتمتَّع بوَسائِل اتّصاله، التي جَعلت البَعيد قَريبًا، والقَاصِي صَاحبًا وحَبيبًا..! في كُلِّ صَبَاح؛ أُجهِّز مَادة أَضع فِيهَا رَابط مَقالي "المَديني"، وشَيء مِن النَّواصِي، ثُمَّ أَرسلها إلَى مِئَات -بَل آلَاف- الأحبّاء والأصدِقَاء، الذين يَنتظرونها في كُلِّ صَبَاح، والقَائِمة التي أُرسل لَها هَذه المَادّة، فِيها أُمرَاء ووُزرَاء، وأُدبَاء، وأُنَاس عَاديّون، مِن الرِّجَال والنِّسَاء، ومَع كُلِّ إرسَاليّة تَأتيني مِئات التَّعليقات، التي أتطَاول فِيها بَين أصحَابي، لأنَّها تَضم المَدح والقَدح، والقبُول والرَّفض، والنَّقد والسَّدح..! وقَبل أيَّام، كَتبتُ مَقالاً تَحت عِنوَان: (تَرجيح المُؤشِّر بالمَزيد مِن مَزَايا التَّقاعُد المُبكِّر)، ثُمَّ أرسَلته -كالعَادة- لقَائمة الأحبَّاء والأصدقاء، التي تَضُم مَعالي وَزير العَدل الصَّديق الدكتور "محمد العيسى"..! تَأمَّل مَعاليه المَقَال، ثَمَّ لَم يَتمَالك نَفسه إلَّا أنْ يَردّ عليَّ ردًّا؛ رَأيتُ أنَّه مِن المُفيد أنْ يَكون مَنشورًا، فاستَأذنتُ مَعاليه في نَشر تَعليقه عَلى المَقَال، فقَال: عَلَى الرَّحب والسِّعَة، وهَا أنَا أنشُر رِسَالة مَعالي وَزير العَدل، ولَكُم حُريّة التَّعليق عَليها..! يَقول مَعاليه: (تَعليقًا عَلى مَا تَفضّلتم بِه، فإنَّ مِن مَزَايا التَّقاعُد المُبكِّر؛ الإحسَاس بالحريّة الإدَاريّة، فبَدل أنْ تَكون مُدَارًا بتَراتيب الإدَارَة؛ وتَعقيدات بيروقرَاطيّتها، وأحيَانًا تَعسّفاتها وإملَاءَاتها، تُصبح مديرًا لنَفسك، ولِمَنظومتك الخَاصّة؛ ولهَذا أثَر نَفسي كَبير، لَدى ذوي القُدرة عَلى الاستقلَال والإبدَاع، ومَا أروَع أن تَتنفَّس الصُّعَداء بَعد الوَصي الإدَاري عَليك..! ومِن فَوائده كَذلك، رَسم إسترَاتيجيّات وأهدَاف مُستجدَّة، وهَذه في حَدِّ ذَاتها حيَاة جَديدة؛ مُفعمة بالتَّحوّل الآخَر، ومَا أجمَل أنْ تَرسم الهَدَف لَا أن يُرسم لَك، وغَيرها كَثير.. وتَرتيبًَا عَليه، اقتَرحتُ أنْ يَكون اسم جَمعيّة المُتقَاعدين: (الهَيئة الوَطنيّة للخبرَات والاستشَارَات والتَّدريب)، عَلى أنْ تَكون هَيئة مُتعدِّدة التَّخصّصات؛ في إطَار جَمعيّات النَّفع العَام (ذَات شَخصيّة مَعنويّة خَاصّة)، ولَها فرُوع ومَجلس إدَارة مُنتخب، وذِمَّة مَالية مُستقلِّة، مَع تَواصُل مَحلِّي ودَولي نَشط، وتُنظِّم مُؤتمرًا، وتُدَرِّب في كَافة فروع اختصَاصَاتها، والعضو فِيها إمَّا مُتفرِّغ أو مُتعاوِن، ولَهَا نِظَام ولَوائح دَاخليّة)..! انتهى. حَسنًًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّني فَخورٌ بأن يَكون مَعالي وَزير العَدل مِن قُرّائي، وفَخورٌ أكثَر بأنْ يُناقش مَا أكتُب، وأجمَل الكَلَام مَا تَسمَع صَدَاه بَين النَّاس..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain