استبشر المواطنون خيراً بصدور قرار مجلس الوزراء عام 1433هـ بإقرار الإستراتيجية الوطنية للنقل التي ستحقق طموحاتهم بتوفير نقل متكامل متميز بالسلامة والكفاءة والتطور.. وضمن ندوات الجزيرة فقد اجتمع بعض كتابها وكاتباتها مع وزير النقل د. جبارة الصريصري برئاسة الأستاذ خالد المالك عبر ندوة ثرية لمناقشة الخطة الإستراتيجية ومحاورة الوزير حول ما يتعلق بشؤون النقل العام والخطوط الحديدية والملاحة البحرية. وألقت حوادث الطرق بظلالها على اللقاء لاسيما ما حدث أخيراً من وفيات جماعية لبعض الأسر وكذلك إزهاق أرواح عدد من المعلمات نتيجة للطرق المفردة، حيث إن مجموع أطوال الطرق في المملكة 61367 كم تشكل المزدوجة منها 16000 كم فقط بينما 45467كم طرق مفردة! لذا جاءت المطالبة بضرورة ازدواجيتها بين المدن والقرى وإعادة سفلتتها وتحسين وضعها ضماناً لسلامة السالكين لها. وجاء رد الوزير موضحاً بأن الطرق ليست السبب المباشر في الحوادث، بل إن السرعة قد تكون أكبر مسبب لها! فضلاً عن الانشغال عن القيادة وعدم التركيز بالطريق. وأن كثيراً من الدول لا يوجد بها إلا مسار واحد ورغم ذلك تقل الحوادث لتركيز السائقين في الطريق واتخاذ وسائل السلامة. ووعد بأن وزارته تسعى لتنفيذ الازدواجية في أغلب الطرق الحيوية. وكان السؤال التالي حول رداءة سيارات الأجرة من حيث نوعيتها أو عدم الاهتمام بنظافتها أو رائحتها النتنة ناهيك عن سائقيها وعدم توفر وسائل الأمن والسلامة، وتجوالها داخل المدن مما يزيد الازدحام ويسبب حوادث إضافية. وأكد الوزير على صدور لائحة الأجرة الخاصة التي تتضمن عدم التجوال ويكتفى بطلب الخدمة من خلال الاتصال الهاتفي بخلاف الأجرة العامة التي تسعى الوزارة لتطويرها، وطالب بالتبليغ عن أي سيارة تخالف التعليمات ولا تلتزم بالتوجيهات! إلا أن وزارته لم تفتح خطاً ساخناً للتبليغ عن المخالفات، والأمر لا يحتاج لتبليغ حيث إن جميع سيارات الليموزين التي تجوب الشوارع لا ترقى للشكل الحضاري المطلوب! وقد دارت الأسئلة الموجهة للوزير حول ضرورة متابعة مخالفة الشاحنات بزيادة الحمولة لإحداثها أخاديد في الطرق، وأهمية وجود النقل العام داخل جميع المدن الذي تأخر كثيراً وتسبب بالازدحام المروري في الكبيرة منها، إضافة إلى المطالبة بسكة حديد دائرية تحيط بالمملكة وبين المناطق وتخدم المواطنين بتكلفة مناسبة كالمعمول به في بلدان العالم النامية والمتقدمة بدلاً من اللجوء للطرق البرية أو خطوط الطيران. وبرغم حدة النقاش وسخونة الحوار فقد خرجنا من الندوة مستبشرين بتنفيذ خطط الوزارة ومنها الجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها ومشروع سكة الحديد للدول الخليجية والتوسعات الضخمة للموانئ البحرية، فضلاً عن بدء العمل بقطار الرياض.