القاهرة - يعود المخرج المصري خالد يوسف إلى عالم السينما بعد انقطاع ست سنوات ليقدم فيلم "الأندلس" الذي حلم في إخراجه منذ عام 2006. وتعتبر عودة يوسف للإخراج مفاجأة في الوسط الفني المصري خاصة أنها جاءت بعد تعثر مشاريع عودته أكثر من مرة في فيلم داعب طموحه منذ 11عاما، وأعد له السيناريو بالفعل قبل أن يجد صعوبة في تمويله. وجاءت عودته بعد اتفاقه مع رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على تمويل مجموعة مشاريع سينمائية، ومنها فيلمه "الأندلس". وتصادف إعلان يوسف عن رغبته في تقديم الفيلم عام 2006، مع كشف المخرج أحمد عاطف عن كتابة سيناريو جاهز لمشروع سينمائي يحمل الاسم نفسه، وحتى الآن لم يخرج الفيلمان للنور، حسب موقع مصراوي الاخباري. وتدور قصة فيلم المخرج خالد يوسف حول أبي عبدالله محمد الثاني عشر، المعروف باسم أبو عبدالله محمد الصغير، آخر ملوك الاندلس المسلمين، والذي تولى حكم غرناطة وعمره 25عاما، بعد عزله والده أبا الحسن بن نصر، وطرده من البلاد عام 1482، بدعم من والدته الملكة عائشة الحرة. ويضيء "الأندلس" الصراع الذي دار بين أبي عبدالله من جهة، وعمه حاكم ملقا أبي عبدالله الزعل، والذي كان بداية سقوط غرناطة، حيث تسببت شجاعة وبسالة العم في الذود عن مملكته ضد الغزو الإسباني في غيرة الصغير. وتبلغ أحداث الفيلم قمتها بعد فشل الحملة التي قادها أبو عبدالله الصغير لغزو قشتالة، ووقوعه لمدة عامين أسيرا في لوسيانا لدى فرناندو الثاني ملك أراغون، وزوجته إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة. وتنتهي أحداث "الأندلس" بعد تراجع الصغير عن الاتفاقية التي وقعها مع فرناندو لتسليم غرناطة، قبل أن يخرج منها مهزوما باكيا في 2 يناير/كانون الثاني 1492، ويقف بالمنطقة المعروفة تاريخيا باسم "زفرة العربي الأخيرة". وفي المشهد الأخير تقف عائشة الحرة أم أبي عبدالله الصغير لتقول جملتها الشهيرة: "إبكِ مثل النساء مُلكاَ مُضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال". وكان آخر فيلم قدمه المخرج خالد يوسف في عام 2011 بعنوان "كف القمر" الذي لم يتمكن من عرضه إلا في نهاية عام 2011 بسبب ظروف ثورة 25 يناير. وتعد ثلاثيته "هي فوضى"، و"حين ميسرة"، و"دكان شحاته"من الأفلام التي ساهمت بشكل كبير في كشف حجم الواقع المتردي بما فيه من مظاهر للفقر والقهر والظلم الذي يعيشه المصريون، وكان يوسف من أبرز المشاركين في ثورة 25 يناير وكان لندائه الشهير بحماية المتحف المصري والذي يحوي أهم كنوز الحضارة البشرية أثر كبير في نفوس المصريين الذين توافدوا بالآلاف وتمكنوا من حماية المتحف من أعمال النهب التي كانت ستطال أهم كنوز الحضارة الإنسانية.