وضعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب حدًا لأوضاع نادي الاتحاد حينما حلت المجلس وأبقت على رئيس مجلس إدارة النادي إبراهيم البلوي وأخرجت عادل جمجوم ورفاقه من النادي، وجاء في بيان الرئاسة عبارة لمن أراد أن يفهم أو يستوعب، والحصيف لا يفوته ذلك، فجاء نصًا استمرار البلوي «لعدم علاقته بالمشاكل المالية والإدارية السابقة التي مر بها النادي»، وهذه العبارة كافية لاستيعاب أن من تم استبعادهم لعلاقتهم بهذه المشاكل المالية والإدارية. بيان الرئاسة تضمن عدم توقيع نادي الاتحاد لأي عقود لمدة شهرين، وفي ذلك عرقلة لعمل الإدارة المكلفة، ولكن للرئاسة أسبابها المشروعة لأن تكون القرارات صادرة عن مجلس متكامل الأعضاء، ومهمة إبراهيم البلوي صعبة وليست سهلة وكما يعتقد البعض بأن القرار فرحة وتبادل تهاني، فقد حُمِل البلوي إرثًا ثقيلًا وتركة فشل وديونًا خلفها جمجوم ومن قبله الفايز.. 106 ملايين ريال قيمة قضايا الفيفا التي تبلغ 21 قضية بالتمام والكمال جميعها جاءت في عهد الإدارة السابقة، وهل يعقل ألا يتم إسقاط عضويتهم وتخليص نادي الاتحاد من المتسببين في أزماته وورطاته الحالية، أما عن حل المجلس التنفيذي لأعضاء الشرف فهو قرار صائب لأن اختيار أعضاء المجلس لم يكن نظاميًا، فقد اختاره الدكتور خالد المرزوقي وهو أمر مخالف للأنظمة، ولا يعني إطلاقًا حل المجلس لمآخذ عليه، وللأمانة والتاريخ رأفت التركي الرئيس المكلف السابق يقدم عملًا جبارًا خاصة فيما يتعلق بملف قضايا الفيفا، وآمل استمراره في متابعتها لخبرته ولخطورة هذا الملف الشائك. حينما ذكرت في مقال الأحد الماضي والذي قبله عن إسقاط عضوية لثبوت مخالفات إدارية وما نشرناه هنا في «المدينة» على مدار 3 أسابيع بالتفصيل كان من واقع معلومات موثقة نحصل عليها، ولأننا لا يهمنا سوى إظهار الحقيقة وتأدية دورنا الصحفي على أكمل وجه، كما أن حديثي في برنامج «عالم الصحافة» الأربعاء الماضي ركزت فيه على هذا الجانب والقرارات التي ستصدر، وذكرت بأن المبالغ التي يطالب بسندات صرفها أحمد كعكي ثبتت فيها سلامة موقف جمجوم وأمانته من خلال تحقيقات اللجنة في هذا الشأن مع ثبوت المخالفات الإدارية، وسبق وأن نشرنا ذلك في «المدينة»، ويومها التقيت مساءً بعدة اتحاديين في حفل زفاف ابن اللواء محمد بن داخل، وهناك من عاتبني على ذلك، وهناك من هاتفني يعاتبني، ولكنني أوضحت لهم عندما أحصل على المعلومة الحقيقية فهي ليست ملكي، وأمانتي تفرض علي أن أعلنها مهما اختلفت مع أفكار الشخص، وهذا ديدن العمل اليومي في «المدينة»، وخلال البرنامج ذكرت نصًا «نستعجل شروق الشمس على نادي الاتحاد»، وها هي تشرق على العميد بإنهاء مرحلة الصداع والمشاكل، ومن القلب نقول شكرًا لسمو الرئيس العام على اهتمامه ومتابعته واتخاذه لقراره الصارم الذي راعى مصلحة النادي في المقام الأول، وشكر آخر للجنة تقصي الحقائق التي رأسها باقتدار أحمد روزي الذي عمل بجد مع فريق العمل وناله ما ناله وطاله ما طاله، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. قد يرى البعض أن بيان الرئاسة خلا من توضيحات متكاملة تحدد بها المخالفات التي أدت إلى القرارات، واكتفى البيان بمخالفات إدارية، وفي يقيني أن ذلك أسلوب يضع في الاعتبار أن يجعل الوسط الرياضي والأندية بيئة جاذبة وليست طاردة، ومن غير المنطق أن يتم التشهير سلبًا بالناس، كما أن القانون له جهات اختصاص تحدد المخالفة بشكل نهائي. مهما اختلفنا مع بعض أعضاء إدارة نادي الاتحاد، فإن الاختلاف كان على طريقة العمل التي ورطتهم قبل غيرهم وتسببت لهم الخروج من الباب الصغير، وليتهم استمعوا للناصحين بتصحيح الأخطاء أولًا بأول أو الاستقالة عندما بلغ السيل الزبى، فأصعب شيء أن يتم الطرد ودون أي رتوش أو تجميل أو «مكيجة» هذه هي الحقيقة.. المخالفات طالما ثبتت سيكون هناك قرار بالطرد.. هذا ما ذكرته في مقال الأمس وبعنوان «ثبتت المخالفات.. أهلًا بالقرارات».