أبوظبي: عدنان نجم تنطلق الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة باريس السوربون - اليوم وتعتبر القمة مبادرة مشتركة بين وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وتشارك في استضافتها دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.تعد القمة أول تجمع عالمي للقطاع الصناعي يجمع صناع القرار من الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني لتبني نهج تحولي في صياغة مستقبل القطاع.وتكتسب القمة العالمية للصناعة والتصنيع أهمية عالمية حيث تتيح للشركات المشاركة فرصة الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في قطاع الصناعة. وسيطلق هذا التجمع العالمي الأول من نوعه العديد من الأفكار والرؤى الجديدة ويمهد الطريق للنقاش والعمل على تمكين القطاع الصناعي من المساهمة في صياغة مستقبل جديد للمجتمعات العالمية، ودمج الأنشطة الصناعية في الأسواق المتقدمة والناشئة، وتكريس المسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه الأجيال المقبلة، والتأكيد على دور القطاع الصناعي في إعادة بناء الازدهار الاقتصادي العالمي. وستجمع القمة قادة القطاعين العام والخاص، وممثلي المجتمع المدني، لمناقشة التحديات العالمية في قطاع الصناعة. وستركز القمة على ستة محاور رئيسية وهي: التكنولوجيا والابتكار، وسلاسل القيمة العالمية، والمهارات والوظائف والتعليم، والاستدامة والبيئة، والبنية التحتية، والمعايير، والمواءمة بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي. صياغة خريطة طريق ويقول المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد في دولة الإمارات: «نؤمن في القمة العالمية للصناعة والتصنيع بأن نجاح الثورة الصناعية الجديدة يعتمد على دعم القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية، والتفاعل الذكي بين التكنولوجيا والموارد البشرية، وتوفير بيئة مناسبة تتاح فيها للصناعة كافة الأنظمة والهيكليات والتمويل اللازم. وستشكل القمة العالمية للصناعة والتصنيع المنتدى العالمي الملائم لنقاش هذه الأولويات واستكشافها، وإرساء الأسس المناسبة لصياغة خريطة طريق يمكن اعتمادها من قبل صناع القرار في جميع أنحاء العالم». الثورة الصناعية الرابعة وقال عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة في دولة الإمارات، إن القمة العالمية للصناعة والتصنيع ستمثل نقطة انطلاق لاعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تشجيع الشراكات العالمية، والتي ستساهم بدورها في ظهور عصر جديد من عصور الصناعة.وأضاف آل صالح: «نلحظ تقارباً كبيراً بين العالمين الحقيقي والرقمي مما يساهم في ظهور حقبة جديدة لا بد للقطاع الصناعي، بوصفه أحد أهم القطاعات الاقتصادية من حيث مساهمته في تحقيق النمو، من الاستفادة منها. ولا شك أن التعاون وتبادل المعارف، وسلاسل القيمة العالمية تمثل المحطات الرئيسية على طريق تحقيق الثورة الصناعية الرابعة، والتي ستمكن جميع فئات المجتمع، ومختلف الاقتصادات العالمية والشركات من تحقيق الاستفادة القصوى من التحول الرقمي».وأكد آل صالح أن التعاون في تبني التقنيات الصناعية المتقدمة أصبح ضرورة ملحة على مستوى الشركات والدول على حد سواء. مشيراً إلى «أن الفرص التي تتيحها تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة لا يمكن تجاهلها، ولا بد للشركات الصناعية من تغيير عملياتها لتبني تقنيات الجيل القادم الرقمية».قال بدر سليم سلطان العلماء عضو اللجنة المنظمة لفعاليات «القمة العالمية للصناعة والتصنيع»، والرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع»: «لا تقتصر أهمية القمة العالمية للصناعة والتصنيع‘على المساهمة في رسم ملامح مستقبل قطاع الصناعة العالمي فحسب، بل في سعيها إلى تبني نهج تحولي في قطاع الصناعة على المستوى العالمي يساهم في تلبية احتياجاتنا من الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى احتياجات أجيال المستقبل على مدى العقود المقبلة. وستمثل القمة منصة تجمع كافة أطياف القطاع الصناعي بما في ذلك الصناعات المعتمدة بكثافة على التقنيات الحديثة أو التي تعتمد على عمليات التصنيع التقليدية، بالإضافة إلى الشركات الصناعية في الدول المتقدمة والدول النامية والدول الناشئة. كما تجمع القمة، للمرة الأولى، بين المبتكرين من مختلف أنحاء العالم وفي جميع قطاعات الصناعة مثل صناعة الطيران، وصناعة السيارات، والتكنولوجيا وإنتاج الأغذية والرعاية الصحية، وبين كبار قادة القطاع العام وممثلي المجتمع المدني لمعالجة القضايا المشتركة، وإيجاد فرص جديدة». مشاركة جافزا وقد انضمت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، إلى قائمة الشركاء الاستراتيجيين للقمة، وذلك في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتعزيز التجارة من خلال القطاع الصناعي.ويأتي اختيار «جافزا»، التي تأسست في العام 1985، كشريك استراتيجي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، ليسلط الضوء على أهمية دور التجارة والاستثمار مع الشركات العالمية في دولة الإمارات. وتستأثر «جافزا» ب 32% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى الدولة. وتساهم المنطقة الحرة بنحو 21% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لإمارة دبي، وتوفر ما يزيد على 144 ألف فرصة عمل في الدولة. وبلغ حجم تجارة «جافزا» في العام 2015 ما يزيد على 87.6 مليار دولار أمريكي. ويقول سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تركز جافزا على خلق شراكات طويلة الأمد مع عملائها، وتعمد إلى تعميق أواصر التعاون مع المسؤولين وصناع القرار لمواصلة تحقيق مزيد من النمو وزيادة مساهمتنا في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي والدولة بشكل عام، ومن هنا جاءت مشاركتنا في «القمة العالمية للصناعة والتصنيع» والتي تمثل منصة فريدة تتيح للمنطقة الحرة بناء شبكة علاقات متعددة مع رواد الصناعة فضلاً عن تعريف مجتمع الأعمال من مختلف دول العالم بمنظومة الأعمال المتكاملة المتاحة في دبي. وتسعى جافزا إلى تشكيل تحالفات مع مستثمرين عالميين من خلال تزويدهم بالدعم اللازم وبنية تحتية متطورة وفق أعلى المستويات العالمية، فضلاً عن خدمات وحوافز عالية الجودة ذات قيمة مضافة. كما نساعد عملاءنا على الوصول إلى فرص الأعمال المتوفرة بسهولة وكفاءة عالية».وأشار ابن سليم إلى أن القطاع الصناعي في الإمارات يشهد نشاطا ملحوظاً ونمواً مضطرداً في ظل اتجاه الحكومة إلى تبني آليات فعالة لتطويره وتوسعته وزيادة حصته السوقية ولا سيما مع الانتهاء من المرحلة الأكبر لتطوير المناطق الصناعية في مختلف أنحاء الإمارات وتعزيز بنيتها التحتية والتشغيلية لزيادة الاستثمارات الأجنبية والمحلية.وأضاف أن الاستثمار الصناعي يحظى بحيز واسع من اهتمام المستثمرين ويعد جاذباً لرؤوس الأموال إذا تم وفق أسس علمية وتجارية صحيحة، بسبب ما يقدمه من عوائد ونتائج وما يضيفه من قيمة مضاعفة، لافتاً إلى الاهتمام تحديداً بالاستثمار في المنتجات المبتكرة وفي مقدمتها قطاعات التقنية والطاقة والتي تلعب دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص دوراً محورياً فيها. شراكة أعلنت شركة «سيمنس» عن عقد شراكة مع «القمة العالمية للصناعة والتصنيع»، المدعومة من منظمة الأمم المتحدة، وذلك بهدف قيادة الجهود الرامية إلى تطوير جيل جديد من الصناعات المستدامة، التي تلعب دوراً محورياً في معالجة الكثير من التحديات العالمية.وقال جو كيسر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس العالمية»: «نحن فخورون بشراكتنا مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية. ولا شك في أننا سنتمكن معاً من صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي. وسنجمع، من خلال رؤية «سيمنس» الرائدة للثورة الصناعية الرابعة، بين الازدهار الاقتصادي وتحقيق الاستدامة بما يدعم أهداف منظمة الأمم المتحدة الإنمائية». حلول متطورة تنضم «جنرال إلكتريك» إلى الشركاء المؤسسين للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، لاستعراض ما تتميز به من حلول متطورة في مجال تطبيقات الإنترنت الصناعية، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. كما ستطلق «جنرال إلكتريك» نموذج «المصنع المصغر»، في إطار شراكتها مع القمة. وستتعاون الشركة مع عدد من الشركاء لبناء أول مصنع مصغر للطباعة ثلاثية الأبعاد في المنطقة. وأكد جيفري إميلت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك»، أن الشراكة مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع تكتسب أهمية استراتيجية في إطار دعم التحول الرقمي للقطاع الصناعي والاقتصادات العالمية. وقال إميلت: «يلعب القطاع الصناعي دوراً محورياً في تحقيق الرؤى الرامية إلى بناء اقتصادات مستدامة ومتنوعة، ما يسلط الضوء على أهمية التعاون مع شركائنا لصياغة مستقبل القطاع الصناعي. وسنتمكن من خلال تقنيات «جنرال إلكتريك» المتطورة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنيات الإنترنت الصناعية من توفير الدعم للحكومات وللشركات الصناعية في تحقيق التحول الاقتصادي المنشود عبر الصناعة المحلية وتطوير مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل التوريد، ما يسهم في دعم جهود توفير فرص العمل وتطوير الموارد البشرية».