×
محافظة المنطقة الشرقية

رئيس "الصيدليات": سنواجه البيع بسعرين بقرارات حاسمة قريبًا

صورة الخبر

طرح صمويل هنتنجتون في كتابه (الثقافات وقيم التقدم) بعض الآراء والبحث حول الثقافة التي تحد من تقدم أي مجتمع ضم عددا من المهتمين بهذا الجانب، فسلط الضوء على الدين والمناخ والمكان والفساد، في تباين واضح في مستوى اﻻهتمام، واعتبار هذه العوامل هي المؤثرة في الوصول إلى التطور. بداية راح يقارن العلاقة بين التعاليم البروستانتينية والتعاليم الكاثوليكية، وأبرز الدور الذي تلعبه البروستانتينية في دعم التقدم من خلال الصرامة في تطبيق التعاليم، والحث على الالتزام بها، وتجنب الوقوع في الخطأ الديني على نحو كبير بعكس الكاثوليكية التي تقول إن الإنسان عرضة للوقوع في الخطايا، وهو تحت مشيئة الله، ولهذا يرى أن البروستانت أكثر تفوقا، ويضيف أيضا أن هناك سببا آخر لهذا التفوق، يعود إلى أن البروستانت يختلفون عن الكاثوليك في تلقي التعليم، فهم يقومون بالدراسة والبحث، بينما الكاثوليك عرضة للتوجيه لأنهم يلقنون التعاليم عن طريق الاستماع، وهذا سر جعل البروستانت أكثر تفوقا في المجتمعات الغربية، وحاول ربط هذا بشعوب وأقليات أخرى في آسيا وغيرها مثل الصينيين والملاويين الذين يعتنقون التعاليم الكنفوشية والبوذية. ثم انتقل إلى المناخ واعتبره أيضا عاملا مهما في التقدم، فقارن بين الشمال والجنوب، وذكر أن الجو المعتدل أوجد بيئة محفزة على التطور، وهذا ينطبق على الكثير من البلاد الأوروبية، ثم عرج على المكان وأعطى آراء مختلفة، وركز على تأثيره من حيث البعد والقرب، وتطور وسائل مواصلاته واتصالاته، وبعد ذلك عرض الفساد في كافة صوره، وأضافه كعامل معيق للتطور، وذكر أمثلة على بعض البلدان في أنحاء العالم. ولكن يؤخذ عليه مأخذ من حيث التقليل من الهيمنة الإمبريالية الغربية على بعض البلدان، سواء كان في إفريقيا أو آسيا أو أميركا الجنوبية، ووصف هذه الإمبريالية بأنها نوع من المساعدة في تحسين الوضع اﻻقتصادي والسياسي في هذه البلدان، وتعريفها بالقيم الغربية القائمة على الحرية الفردية والديمقراطية السياسية. وهو في الحقيقة يتغافل على نحو متعمد عن التاريخ اﻻستعماري المقيت الذي قامت به الدول الغربية، وهو بحق شاهد على مدى الجرم الذي قامت به الدول اﻻستعمارية في حق هذه البلدان، ومع أن هذه الصفحة السوداء قد طويت، وتخلصت هذه الشعوب من هذا الاستعمار واستقلت إﻻ أنه مازالت له تبعات تأتي بشكل خفي عبر تدبير انقلابات واغتيالات حسب ما تقتضيه المصلحة، وهذا ما يحصل الآن في بعض البلدان، وخاصة في القارة الإفريقية التي تعاني من الفقر وغياب التنمية.