الاحتفال بيوم المسرح العالمي يُعدّ واحدا من مجموعة نشاطات وفعاليات مهمة يقوم بها المعهد الدولي للمسرح في مجال الاتصال بين الثقافات وتبادل الخبرات بين المسرحيين في العالم.العرب عواد علي [نُشر في 2017/03/26، العدد: 10583، ص(14)]إيزابيل هيوبرت ممثلة مسرحية وسينمائية فرنسية كبيرة وشخصية ثقافة محبوبة يحتفل المسرحيون في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين 27 مارس بيوم المسرح العالمي في سنته الخامسة والخمسين ويتبادلون التهاني في قاعات المسارح وعلى خشباتها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويعبّرون عن سعادتهم وتطلعاتهم إلى الارتقاء بفن المسرح بوصفه واحدا من أعرق الفنون وأعظمها وأهم جزر المصداقية الإنسانية لأنه ينحّي جانبا كل ما يفرق بين البشر ويدعم كل ما هو مشترك بين الناس ويكشف عن القلب الذي يشتركون فيه، مما يجعله أفضل وسيط للسلام كما يقول المخرج الفرنسي جان لوي بارو، والمكان النموذجي الذي يتأمل فيه الإنسان شرطه التاريخي والوجودي معا كما يقول سعدالله ونوس. مسرح عالمي في هذا اليوم أيضا تفتح المسارح أبوابها في أكثر من 90 دولة تنتمي إلى المعهد الدولي للمسرح (آي. تي. آي)، لاستقبال الجمهور من دون تذاكر وتُعقد ندوات وورش تدريبية وتُنظم لقاءات مباشرة بين فناني المسرح ومحبيهم وأصدقائهم من الأوساط الثقافية والاجتماعية الأخرى. ولد يوم المسرح العالمي إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفنلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما (1904- 1984) إلى منظمة اليونسكو في يونيو 1961، وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس 1962 في باريس تزامنا مع افتتاح مسرح الأمم. اتفق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم بتكليف من المعهد الدولي للمسرح كلمة تُترجم إلى عشرات اللغات وتعمّم على جميع مسارح العالم حيث تُقرأ خلال الاحتفالات المقامة في هذه المناسبة وتُنشر في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. كان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام، خمس وخمسون شخصية مسرحية من مختلف دول العالم، منها: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، إدوارد ألبي، ميشيل فاتسلاف هافل، سعدالله ونوس، فتحية العسال، أريان منوشكين، سلطان القاسمي وروبير لوباج. احتفال سنوي يُعدّ الاحتفال بيوم المسرح العالمي واحدا من مجموعة نشاطات وفعاليات مهمة يقوم بها المعهد الدولي للمسرح في مجال الاتصال بين الثقافات وتبادل الخبرات بين المسرحيين في العالم. ومن المعروف أن هذا المعهد هو مؤسسة عالمية غير حكومية تأسست في عام 1948 وكان مقره مدينة براغ وأسهمت في تأسيسه شخصيات مسرحية عالمية، ويُعدّ شريك اليونسكو الرئيسي في مجال فنون العرض الحية ويقع مقره الآن في باريس. وهو يهدف إلى تنشيط تبادل المعرفة والممارسة المسرحية بين دول العالم وزيادة التعاون بين فناني المسرح وتعميق التفاهم المتبادل والإسهام في ترسيخ الصداقة بين الشعوب. كما يحارب كل أشكال التمييز العنصري والسياسي والاجتماعي. وتنبثق عنه مجموعة لجان متخصصة في مجالات مختلفة مثل: المسرح الموسيقي، الكتابة المسرحية، التربية المسرحية، والصورة الثقافية والتنمية. وللمعهد عدة مكاتب إقليمية في بلدان مختلفة كالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط في الكويت، والمكتب الإقليمي الأفريقي في بوركينافاسو، ومكتب للاتصال في تونس، ومقر لجامعة مسرح الأمم. في ما يتعلق بالمسرح العربي عقد المعهد مؤتمرا دوليا في القاهرة بعنوان “مواجهة فنية دولية” في الفترة من 14- 22 أبريل 1999 واختار الكاتب المسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس لكتابة رسالة المسرح الدولية لعام 1996، والكاتبة المسرحية المصرية فتحية العسال لعام 2004، والكاتب المسرحي الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة لعام 2007. كتب رسالة العام الماضي المسرحي الروسي أناتولي فاسيليف تساءل فيها “هل نحتاج للمسرح؟ ذلك هو السؤال الذي سئم من طرحه، على أنفسهم الآلاف من المحترفين اليائسين في المسرح والملايين من الناس العاديين. ولأيّ شيء نحتاجه؟”، وأجاب بأننا “نحتاج لكل أنواع المسرح ولكن ثمة مسرح واحد لا يحتاجه أيّ إنسان هو مسرح الألاعيب السياسية، مسرح الساسة، مسرح مشاغلهم غير النافعة. ما لا نحتاجه بالتأكيد هو مسرح الإرهاب اليومي، سواء كان بين الأفراد أو بين الجماعات. ما لا نحتاجه هو مسرح الجثث والدم في الشوارع والميادين في العواصم والأقاليم، مسرح دجّال لصدامات بين الديانات والفئات العرقية”. واختار المعهد الممثلة الفرنسية إيزابيل هيوبرت لكتابة كلمة العام الحالي (2017)، وهي من مواليد باريس 1953، وحائزة على عدد من الجوائز من مهرجانات سينمائية عالمية من بينها “برلين” و”موسكو” و”فينيسيا”، إضافة إلى “جائزة سيزر” 1996 كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “المراسم” وجائزة من مهرجان مونتريال السينمائي (2008) عن مجمل أعمالها السينمائية. كما حصلت مرتين على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عن دوريها في فيلم “مغامرة فيوليت” (1987) من إخراج كلود شابرول، و”عازفة البيانو” من إخراج مايكل هانيكي (2001)، واختيرت عام 2009 رئيسة للمهرجان نفسه. كاتب من العراق