أبدى الفنان المصري لطفي لبيب عدم رضاه عن مستوى الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، وقال إنه اقترب من الانتهاء من كتابة مسلسل جديد لم يستقر على اسمه بعد، وينتظر جهة إنتاجية جادة. وقال لطفي لبيب إن السينما سيتغير شكلها في السنوات القليلة المقبلة، وإن صناعها بدأوا في مراجعة أفكارهم، وكذلك المسرح المصري الذي يرى أنه يمرض ولا يموت. وكان هذا نص الحوار: حدثنا عن تجربة كتابة مسلسل تليفزيوني لأول مرة، كيف تبدو؟ نعم، انتهيت من كتابة 20 حلقة من هذا المسلسل، لكني لم أستقر بعد على اسمه حتى الآن وأنتظر وجود جهة إنتاجية، ولم أتحدث مع أي منتج، أريد جهة جادة، فقد اقتربت من الانتهاء من الكتابة وسيكون المخرج هو محمد مصطفى "طرزان". ما هي قصة المسلسل؟ المسلسل عن السيدة "ليليان تراشر" من ولاية فلوريدا، يأتيها عقد عمل كمدرسة في المدرسة الأمريكية في محافظة أسيوط بصعيد مصر عام 1910، وتعيش في مصر حتى وفاتها عام 1964، يخرج في جنازتها 15 ألف مواطن مصري يبكونها قائلين "ماما". قال عنها طه حسين، إنها جاءت الى مصر فمصرتها شمسها، وقال عنها سلامة موسى، إنها الهلال والصليب الأحمر لجرحى الحوادث والحروب، أما ليليان فهي لجرحى الحياة، هى صاحبة أول زيارة لجمال عبد الناصر ومحمد نجيب، بعد ثورة 1952، هي من قامت بتجديد الجمعية الخيرية الإسلامية في أسيوط، وهي من الشخصيات التاريخية وليست من اختراعي. لماذا قررت خوض تجربة الكتابة التليفزيونية؟ أفكر في المسلسل منذ فترة طويلة، وأرى أن هذا المسلسل يبنى في طريق إقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المسلسل يلغي فكرة مسيحي ومسلم في مصر. ما حقيقة أن كتابك "الكتيبة 26" سيتحول الى عمل سينمائي؟ بالفعل هناك تفكير في ذلك، هذا الكتاب موجود الآن في إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، لدراسته لعمل فيلم، وأتمنى أن يخرج للنور. هل ترى أن الداراما المصرية تعاني من أزمة؟ مستاء من حال الدراما في مصر التي تعاني من مشكلة، لأن موضوعاتها تدور حول أفكار محددة كالعشوائيات والبلطجة والدعارة والمخدرات ورجال أعمال فاسدين، وأعتقد أن ذلك لا يعبر عن مصر على الإطلاق، ومن يحاول أن يصنع ذلك هو رؤوس الأموال غير المصرية، لأن هذه النوعية من المسلسلات تقزمنا أمام العالم، ولا أعرف السبب وراء ذلك. ما تفسيرك لانتشار ظاهرة المسلسلات التركية والهندية في السنوات الأخيرة؟ لأن هناك وقت فراغ في الدراما المصرية، مصر تنتج حوالي 2500 ساعة في العام الواحد فقط، ونحتاج الى 7500 ساعة في العام، لذلك المسلسلات الأجنبية تظهر على الشاشات المصرية لتعوض وقت الفراغ. هل ترى أن السينما تعاني مثل الدراما؟ السينما موضوع آخر، وسيأتي عليها يوم تقسم فيه ما بين أفلام للسينما وأفلام أخرى للتلفزيون، وسيحدث ذلك قريبا، وأعتقد أننا اقتربنا من هذا اليوم، بعد أن اقتربت السينما من التخلص من خلطة الراقصة والمغني الشعبي التي كانت تظهر لأسباب تجارية بحتة. هل تشعر بالرضا عن مستوى ما يقدم في السينما؟ نحن في أزمات في كل شيء بما فيها الكتابة والورق الذي يقدم، كما أن مقولة "ما يطلبه المشاهدون" في طريقها الى الزوال، وهناك أفلام جيدة يستطيع رب الأسرة أن يصطحب عائلته لمشاهدتها دون خوف من أن يُخدش حياؤها، وأعتقد أن صناع السينما بدأوا بمراجعة أنفسهم. شاركت في أكثر من فيلم من نوعية "الفانتازيا" فكيف ترى هذا النوع من السينما؟ نعم شاركت في فيلم "طير إنت" وفيلم "سيما علي بابا"، والفانتازيا تعني الخيال، والمشاهد في حاجة للخيال في حياته، لكن ما يعيب هذه النوعية من الأفلام أن صناعها لا يستمرون كفريق عمل كما بدؤوا، وسرعان ما ينفصلون عن بعضهم البعض بحثا عن النجومية، وبالتالي هذه النوعية ليست كثيرة في السينما، رغم أنها تحقق نجاحا كبيرا عند عرضها سواء في السينما أو التلفزيون. لماذا تراجع دور المسرح في مصر في الفترة الأخيرة؟ المسرح يمرض ولا يموت، أعتقد أن وضعنا الحالي سيتغير وسيقوم مرة أخرى، لأن المسرح حاجة وما أحوج مجتمعنا للحوار، وهو لغة حوار، والناس عادت للمسرح من أجل الضحك، وسيعود المسرح لسابق عهده. لماذا لم تستمر في الكتابة الصحفية؟ لأن الصحافة لها فكر والتمثيل له فكر مختلف، والاثنان مثل "الفريك لا يحبا شريك"، وكان علي أن أختار، واخترت أن أتفرغ لعملي.