أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود أن مباراة منتخب بلاده أمام السعودية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 تعتبر الفرصة الأخيرة لأسود الرافدين من أجل إثبات عزيمتهم في بلوغ النهائيات المقبلة رغم اتساع الفارق النقطي بين المنتخبين، وقال مسعود في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن المباراة ستكون صعبة على المنتخبين، خصوصا المنتخب العراقي الذي سيلعب خارج أرضه. كما تطرق لبعض المحاور المتعلقة باتهامه من البعض في الشارع الرياضي العراقي بالتفريط في أحقية خوض منتخبه مواجهة الإياب ضد المنتخب السعودي في أرض محايدة والقبول باللعب في مدينة جدة، مبينا أن هناك من يتحدث بعواطفه ودون اللجوء للمعطيات وحتى المنطق. وتطرق مسعود لكثير من الأمور التي تخص الكرة العراقية والمساعي لرفع الحظر الدولي عن إقامة المباريات في بلاده، كاشفا كثيرا من الأمور الإيجابية بهذا الخصوص، ومعتبرا الاتحاد السعودي من الاتحادات التي بذلت جهودا إيجابية في هذا الاتجاه. * بداية كيف ترى مباراة المنتخبين السعودي والعراقي المقررة الثلاثاء المقبل في جدة؟ - بكل تأكيد ستكون مباراة قوية لعدة عوامل، أهمها أنها تمثل الفرصة الأخيرة للمنتخب العراقي للحاق بالمنافسة ولو بخوض الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال، في الوقت التي تمثل فيه الخطوة الأهم للمنتخب السعودي للعبور إلى المونديال القادم من خلال الاحتفاظ بالصدارة وتوسيع الفارق بينه وبين صاحب المركز الثالث على الأقل، لكون المنتخب الياباني يتساوى مع المنتخب السعودي في النقاط. كما أن مباريات المنتخبين عادة ما تشهد إثارة وندية منذ سنوات طويلة على جميع الأصعدة والفئات السنية، فما بالك بمباراة في صراع الوصول لأهم حدث رياضي في العالم، من هنا تكمن صعوبة وقوة المباراة وأهميتها البالغة للمنتخبين الشقيقين. * في رأيك ما حظوظ كل منتخب في الفوز، خصوصا أن الأرقام تشير إلى تفوق سعودي واضح في هذه التصفيات من خلال وجود فارق يصل إلى 9 نقاط بعد مضي 6 جولات ولكون المباراة ستقام في جدة ؟ - نظريا يمكن القول إن المنتخب السعودي سيكون متفوقا من حيث الدعم الجماهيري والأرض التي اعتاد اللعب عليها، كما أن لديه فارقا ممتازا في النقاط، لكن الحسابات على الورق فقط لا يمكن أن تحسم نتيجة. لدى لاعبينا في المنتخب العراقي إدراك بأهمية هذه المباراة وبكونها مصيرية ولا يمكن التنازل فيها عن أي نقطة؛ حيث إن الفوز وحده هو الذي سيضمن البقاء في دائرة المنافسة على الملحق على أقل تقدير. المنتخبان يضمان بين صفوفهما كثيرا من نجوم الخبرة؛ ولذا لا يمكن القول إن النتيجة أقرب لمنتخب عن آخر، وبكل اختصار يمكن القول إن المباراة ستذهب لمن يكون لديه حظ وتوفيق أكبر خلال 90 دقيقة. * نتائج المنتخب العراقي في هذه النهائيات لم تكن متوقعة حيث حقق فوزا وحيدا على المنتخب التايلاندي الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المجموعة وتعادل مرة أيضا أمام المنتخب الأسترالي في المباراة الأخيرة... - الكرة لم تنصف منتخبنا كثيرا، كان يمكن أن تتجاوز نقاطنا ضعف الرقم الذي حصدناه، لكن هناك عوامل كثيرة ساهمت في تواضع الحصاد. هناك عوامل تتعلق بالأخطاء التحكيمية وقد أعلنا رفع احتجاج على أخطاء تحكيمية واضحة تعرض لها منتخبنا، وخصوصا أمام اليابان في جولة الذهاب، وهناك عوامل تتعلق بالتوفيق والحظ الذي لم يلازمنا في كثير من المباريات، ولكن يبقى العامل الرئيسي أن المنتخب العراقي هو الوحيد في هذه المجموعة الذي لا يستفيد من خوض المباريات على أرضه، وأعني في جولتي الذهاب والإياب بسبب الحظر الظالم المفروض على الملاعب العراقية. * في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الأسترالي قدم أسود الرافدين مستوى فنيا مميزا، وخصوصا في الشوط الثاني ونجح في التعديل وكان قريبا من الفوز ولكن خرج متعادلا، ما الذي ينقصكم للفوز في المباريات الكبيرة ؟ - ينقصنا الحظ والتوفيق، أمام أستراليا كان مثالا جديدا لعدد من المباريات التي قدمنا فيها مستويات فنية قوية ولكن لم نوفق، صحيح أن في المباراة الأخيرة لم نكن في مستوانا الشوط الأول، ولكن اختلف الحال في الشوط الثاني ونجح لاعبونا في التعديل وكنا قريبين من الفوز ولكن الحظ والتوفيق خذلنا، وبقيت لنا كما ذكرت فرصة أعتبرها أخيرة أمام المنتخب السعودي. * هناك نقد لعدد من اللاعبين العراقيين أنهم لا يقدمون المستوى الفني الذي يؤهلهم للعب أساسيين؟ - الجانب الفني أتركه بالكامل للمدرب العراقي الكفء، راضي شنيشل، ولن أتطرق له أبدا. * ثمة لوم وصل إلى حد الهجوم عليك من قبل بعض وسائل الإعلام أو الجماهير العراقية تجاه اتحاد الكرة الذي ترأسه بسبب ما اعتبروه تنازلات كبيرة أضرت بالمنتخب العراقي من بينها القبول بأن تقام مباراة المنتخبين العراقي والسعودي في مدينة جدة، بعد أن كانت مباراة الذهاب أقيمت في ماليزيا باختيار الاتحاد العراقي بديلا عن طهران التي تستضيف مباريات منتخبكم في النهائيات... - أعذر كل من يوجه نقدا هادفا ويدرك ويقدر الجهود التي بذلناها في هذا الاتجاه، ليس الأمر يتعلق بإقامة المباراة في السعودية، وهي بلد شقيق للعراق؛ فهناك روابط كثيرة تجمع بين هاتين الدولتين على كل الأصعدة، بل لكوننا أجبرنا على أن تقام المباراة الماضية على أرض محايدة أخرى غير طهران التي كانت خيارنا، ونتيجة لانقطاع العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية فلم يكن ممكنا أن تقام المباراة الماضية في طهران وأقيمت في كوالالمبور. وفي هذا الجانب سعينا منذ الوهلة الأولى لأن تقام مباراة الإياب في أرض محايدة أيضا، ونجحنا في الحصول على دعم الاتحاد الدولي «فيفا» بهذا الخصوص، ولكن محكمة «كاس» أبطلت قرار الفيفا، ولذا لم يكن لنا خيار سوى الامتثال للقرار. * في خضم النزاع القانوني بعد مباراة كوالالمبور، ذكر رئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد وكذلك عضو الاتحاد عدنان المعيبد أنهم مستعدون لأن يخوض المنتخب السعودي مباراة الذهاب في الأراضي العراقية لولا الحظر الدولي، كيف وجدتم هذا الأمر؟ - للأمانة كان الاتحاد السعودي السابق برئاسة أحمد عيد جادا في دعمنا، وهذا ما تمثل في أكثر من موقف يشكرون عليه، ولكن الحظر الظالم كان من قبل الاتحاد الدولي، ولذا لا يمكن إلا أن نشكر كل من وقف منا موقفا إيجابيا ولو بالكلام، فنحن لا نأخذ بالنيات بل ما نراه ماثلا أمامنا. * إلى أين وصلت جهودكم من أجل رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، التي تسببت في منع استضافتكم لكثير من الأحداث، من بينها «كأس الخليج»، وأيضا تصفيات كأس العالم، وكذلك حصول الفرق العراقية على مقعد في دوري أبطال آسيا؟ - الجهود كبيرة في هذا الاتجاه وقد زار قبل أسابيع قليلة وفد من اللجان المختصة في الاتحاد الدولي، ممثلا في الأردني طلال سويلمين والألماني هيلموت، عددا من الملاعب العراقية والمحافظات مثل أربيل والبصرة وكربلاء، ولم تقتصر الزيارة على المنشآت الرياضية بل شملت الفنادق وغيرها من المنشآت في هذه المحافظات، وكانت النظرة إيجابية كما لمسنا. وحاليا التحرك لا يزال كبيرا حيث يزور وزير الشباب والرياضية العراقي عبد الحسين عبطان وبرفقته المستشار حسين سعيد، وأنا شخصيا رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم في العاصمة البحرينية المنامة، والأمل يكبر يوما بعد يوما لنهاية الحظر الظالم، خصوصا مع تقدم القوات العراقية في المحافظات التي احتلها التنظيم الإرهابي «داعش» وأخر رفع الحظر. وأخيرا أود التنويه على أن الحكومة العراقية، وعلى رأسها الدكتور حيدر العبادي، تتابع كل صغيرة وكبيرة في هذه الجهود، وتقدم كثيرا على المستويات كافة كي تعود الحياة فعليا للملاعب العراقية.