محمد سعيد القبيسي السعادة ليست كلمة تأتي من فراغ، إنما هي كمثل شجرة مثمرة أينعت جراء غرس بذرة، ورعايتها، وسقايتها، وحمايتها من الريح والعواصف، وتوفير اليد العاملة المحبة للزراعة، والمناخ المناسب لها.وإذا كانت الشجرة المثمرة تحتاج إلى كل هذا الجهد والاهتمام، فما بالكم بدولة ممتدة الأطراف، يعيش على أرضها الملايين من البشر، ومن أجناس وأعراق مختلفة؟ فكم يحتاج هذا الوطن من سهر، وتوجيه، وعمل دؤوب ليتمركز في صدارة الدول العربية لثلاث سنوات على التوالي، لتحقيق السعادة الحقيقية لأبنائه وللمقيمين على أرضه، وليتقدم في سنة واحدة فقط سبع مراتب حتى بات في المرتبة الحادية والعشرين على مستوى العالم، خاصة أن الإمارات دولة حديثة، إذا ما قيست بعمر السنين؟ لكننا، وبفضل هذه القيادة المخلصة، توفرت كل المقومات، وأهمها الصدق في القول، وتطبيقه بالعمل.اليوم تتربع الدولة على محطة عالمية جديدة، فما هي نقاط القوة التي ساهمت في وصولها إلى هذه النتائج؟ فكم من بلاد لديها من الثروات المعدنية والبترولية والمصادر الطبيعية، والتاريخ العريق، والقوة البشرية، ما يفوق الإمارات، ولكنها لم تبلغ السعادة، وكم من الدول ليس لديها من الثروات، وتعرضت لهزات كثيرة، وبلغت مراتب رفيعة.التجربة اليابانية خير مثال على ذلك، فهي التي يضرب بها المثل، فمن الحرب العالمية، ومن تحت ركام القنبلة الذرية باتت اليابان اليوم من أهم الدول إنتاجاً، وصناعة في العديد من المجالات.إن الإمارات اليوم تقف على سلم التقدم في شتى المجالات العلمية، والإنتاجية، آخذة بالأسباب الرئيسية للنجاح، بالاعتماد على العلم والمعرفة، وإلا لماذا هذه الحملات المتطورة، ومن عام المعرفة، إلى عام القراءة، إلى عام العمل الخيري. أما العامل الآخر فهو محور اهتمام قيادتنا بالإنسان، وهو الثروة الحقيقية للتنمية المستدامة، ابتداء من الاهتمام برعايته منذ نعومة أظفاره، وحتى الجامعة، وما فوق المرحلة الجامعية. العامل الثالث، التحفيز، وكذلك العمل على إطلاق حملات المتسارعات، فما كان ينجز في عام بات في شهر واحد، ولا ندري إذا ما سوف يكون في العام القادم في أسبوع واحد.هذا التخطيط الاستراتيجي الواعي، والهادف الذي توليه القيادة التوجيه والرعاية والمتابعة ساعة بساعة، وإنجازاً بعد إنجاز، لن يتوقف، بل سيوقد روح النشاط العقلي، وكما رأينا من العصف الذهني إلى الحكومة الذكية، فالمتسارعات، إلى تحقيق الهدف.هذه دولة رائدة في تحقيق السعادة، فهنيئاً للإمارات مرتبة السعادة الأولى، وإلى مزيد من سلم النجاحات في سائر المجالات تجارة، وسياحة، واقتصاداً، وعلماً، وتفوقاً، وأبحاثاً، ودراسات علمية مبتكرة. abudhabi@email.com