في تصرف غير مسبوق داخل إيران، هاجم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد المرشد الأعلى علي خامنئي دون ذكر اسمه، واعتبره مستبداً، «يفرض رأيه على 80 مليون إيراني». وقال نجاد، الذي كان يتكلم في أحد مساجد مدينة الأهواز الخميس الماضي، ويحيط به عدد من المحليين العرب بزيهم العربي، إن «الإيرانيين ثاروا على الملك ليتخلصوا من مثل هؤلاء الأشخاص، لكن جاءنا شخص آخر يقول، إن الشعب لا يفهم، ولا أحد يفهم غيري»، متابعاً: «وأنا أقول له، أنت لا تفهم، وعليك التراجع عن عنجهيتك». وأضاف: «من أعطاك هذا الاختيار؟ ألست تعتبر الشعب من انتخبك؟ وإذا انتخبك الشعب فهذا يعني أنه يستطيع أن يقول الكلمة النهائية، ما هذا الاستكبار؟ وما هذا السلطان الذي تتصرف به تجاه إرادة الشعب؟». ورغم أن نجاد لم يذكر اسم المرشد مباشرة، وكان يتصرف كأنه يتكلم عن روحاني (رئيس الجمهورية) أو أي شخصية أخرى، فإن الفيلم، الذي نشره على الإنترنت، تضمن صياح أحد أتباع نجاد قائلاً: «إنه يتكلم عن خامنئي»، وأيده البعض الآخر عبر التكبير، ولم يبدِ نجاد أي ردة فعل على هذا الأمر، مما يؤكد أن المرشد هو المقصود. ويعكس موقف نجاد هذا تخوف أتباعه من حذف مرشحيهم في الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية ومجالس البلدية، ورغم أنهم أعلنوا دعمهم لترشيح حميد رضا بقائي، النائب التنفيذي السابق لنجاد للرئاسة، فإنهم كانوا يأملون تغيير موقف خامنئي تجاه ترشح نجاد والسماح له بالترشح، إذ إن بقائي ليس لديه كاريزما نجاد بين عامة الشعب. ولكن يبدو أن المرشد لم يغير موقفه من ترشحه، في حين لم يوقف نجاد حملاته الانتخابية حتى الآن. وكان نجاد، في كلمة له الأسبوع الماضي، هدد بنشر وثائق ضد عدد كبير من كبار المسؤولين في البلاد، إذا أقصى مجلس صيانة الدستور بقائي من الترشح.