×
محافظة المنطقة الشرقية

رونالدو يغيب عن نهائي الكأس وخمس ساعات عمل ليلحق بلقاء البايرن

صورة الخبر

نشرت الصحف في كل مكان في العالم صورة الحمير التي تنقل صناديق الانتخابات في أفغانستان، قرأ كل شخص هذه الصورة من الزاوية التي يريد، ولكن بقي الانطباع الأكثر شيوعا بعد مشاهدة هذه الصورة أن الديمقراطية باقية رغم صعوبة التحديات، هذه صورة أمريكية تأتي كي تكمل الصورة التي سبقتها عند اجتياح كابول، حيث تزاحم الأفغان على محلات الحلاقة كي يتخلصوا من لحاهم الطويلة، بدلا من أن ينشغلوا بمصير أسرهم في مدينة تتعرض للاجتياح العسكري والقصف الصاروخي. تعد حرب أفغانستان نموذجا فريدا لمعركة الغني والفقير، حين قامت أغنى دولة في العالم بغزو الدولة الأفقر ظناً منها أنها تخوض أسهل حروبها وأسرعها، ولكن المعركة لم تنته حتى هذه اللحظة رغم كل ادعاءات الأمريكان بأن هذه الحرب أصبحت جزءا من الماضي، فالغني يريد دائما أن تنتهي مواجهته مع الفقير بضربة واحدة كي يتفرغ لأعماله وخططه المستقبلية، ولكن هيهات، فالفقير لا يملك شيئا ليخسره ولا سببا منطقيا يدفعه للقبول بنهاية المعركة، خصوصا وأنه يرى فيها نشاطا اقتصاديا مزدهرا ما كان له أن يتوفر في عهود السلم والتهميش، وها هي الولايات المتحدة منذ 13 عاما غير قادرة على الخروج من أفغانستان؛ لأنها تعلم أن من جاءت لمحاربتهم سوف يعلنون نصرهم في اللحظة التي تخرج فيها، بل سيطاردونها هي وحلفاءها لاستكمال نصرهم. ومثل أي غني يظن أن بإمكانه أن يغير تكوين الفقير معتمدا على ماله ونفوذه، حاولت الولايات المتحدة أن تصنع أفغانستان جديدة خارج سياقها التاريخي والثقافي والعرقي، أفغانستان مبتكرة تمارس الديمقراطية على الطريقة الأمريكية تكون حليفة دائمة للأمريكان، بحيث تتمكن الولايات المتحدة من مغادرة هذا البلد المخيف دون أن تقلق من وصول أعدائها إلى السلطة، فكان صندوق الانتخابات المحمول على ظهر حمار هزيل يعبر الطرق الجبلية الوعرة كي يصل إلى مدن لا نشاط حقيقيا فيها إلا لحوادث التفجير!. ماما أمريكا تريد أن تقول للعالم إنه ما دام هناك صندوق انتخابات، فإن أفغانستان بخير بغض النظر عن الحمار!، تماما مثلما فعلت في العراق، حيث لم تكن المعركة بين الأغنى والأفقر، بل بين أقدم حضارة على وجه الأرض وأحدث حضارة، فقد حرصت الولايات المتحدة على ضرب الهوية العراقية الراسخة منذ فجر التاريخ لتتشظى في هويات صغيرة تائهة تجاهد كل واحدة منها من أجل إفناء الهويات الأخرى دون أن تدرك أن في ذلك فناءها الحقيقي، أخذت الولايات المتحدة النفط وهدمت مقومات الدولة العراقية، ثم رحلت وتركت للعراقيين صندوق انتخابات بين سيارتين مفخختين. بالتأكيد، صندوق الانتخابات نعمة متى ما جاء تتويجا لمسيرة وتجارب الأمة ــ أي أمة، ولكنه يتحول إلى تابوت يخفي في جوفه المظلم صرخات القتلى والمقهورين حين تأتي به طائرات الغزاة، فالاحتلال لا يمكن أن يكون دواء للاستبداد، والصورة الأمريكية الماكرة قد تعجب الناس لدقائق، ولكنهم حتما سوف يتساءلون: أين هو النجاح الأمريكي ما دامت الحمير تستخدم في نقل صناديق الاقتراع، بينما السيارات تستخدم في تفجير مقرات الحكومة؟!. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة