×
محافظة المنطقة الشرقية

في أول معرض للزهور بالبحرين هورة عالي تتزين بـ25 ألف زهرة

صورة الخبر

الشيخ سلطان القاسمي: الاختصار المخل جعل حديثي يُفهم خطأبادر مسؤولون إماراتيون إلى تطويق تصريحات للشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، تم تأويلها بشكل قد يسيء إلى الثورة الجزائرية، مستفيدين من متانة العلاقات الثنائية مع الجزائر ومن كون تلك التصريحات جاءت في سياق قراءة تاريخية لتأثير الثقافة والمثقفين على الثورات.العرب  [نُشر في 2017/03/24، العدد: 10581، ص(3)]الشيخ سلطان القاسمي: ثورة الجزائر عظيمة أبوظبي - نجحت العلاقات الإماراتية الجزائرية بسرعة في احتواء أيّ نتائج لتصريحات صدرت عن الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وفُهمت على وجه الخطأ على أنها تشكك في الثورة الجزائرية، وفي فرض جبهة التحرير الوطني الحق في الاستقلال بقوة السلاح على فرنسا. يأتي ذلك على خلفية تصريحات للشيخ سلطان القاسمي في معرض لندن للكتاب تحدث فيها عن التأثير الدولي والإقليمي الذي دفع فرنسا إلى الاعتراف باستقلال الجزائر، وفهمت على أن هذا التأثير كان وراء الاستقلال وليس نضال جبهة التحرير، وهو ما نفاه الشيخ سلطان في تصريح جديد. وقال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، إنه لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها، معتبرا أن الثورة الجزائرية إحدى أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الاستعمار الأوروبي. وأضاف قرقاش في تغريدات على التويتر “لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها”، وأن “الاستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى، والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد، وقارئ التاريخ يدرك ذلك”. وتوصف العلاقات الجزائرية الإماراتية بأنها نموذج ناجح للعلاقات العربية – العربية، خاصة أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عاش لفترة طويلة في الإمارات (1981/1987) في فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي الفترة التي وضعت الأسس الصلبة للعلاقات الثنائية المتميزة حاليا. وأجرى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في الإمارات، اتصالا هاتفيا الخميس مع عبدالملك سلال رئيس الوزراء الجزائري أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية بين البلدين. ونوّه الشيخ منصور بن زايد بدور الجزائر عربيا ودوليا، مستذكرا النضال البطولي للشعب الجزائري والذي تُوّج بنيل الاستقلال، مشيرا إلى أنه كان لهذا الإنجاز دور جوهري في إنهاء الاستعمار في عدة دول. وبادر الشيخ سلطان القاسمي إلى الاعتذار عن سوء الفهم الذي رافق تصريحاته قائلا إنه “إذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافا بحقهم فأنا اعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام”. وأشار إلى أنه سبق وقام بزيارة رسمية للجزائر ألقى خلالها محاضرة أشاد فيها ببطولات جبهة التحرير الوطني.متـابعون: أي قراءة عقـلانية للتاريخ لا يمكن أن تغفل العوامل المساعدة لإنجاح الثورات، لكنها لا تكون بديلا عنها وأكد حاكم الشارقة في تصريحات له أن ثورة الجزائر التي قامت سنة 1954 واستمرت حتى سنة 1962 على يد جبهة التحرير سببت أزمات حادة في فرنسا، لافتا إلى أنها كانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة ورجوع شارل ديغول للحكم والإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية. ونوّه إلى أن ما قاله في معرض لندن كان يتعلق بالود الذي كان بين ديغول ووزير ثقافته وكيف أنه كان يؤثر عليه وربما فهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخلّ”. وقال إن “ديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير لكن بعد رئاسته الحكومة اتصلت تلك الحكومة سرا بجبهة التحرير وبدأت المفاوضات”. وأكد الشيخ سلطان أن الموضوع لا يتعلق بجبهة التحرير وإنما كان فقط تعبيرا عن تأثير الثقافة على الإنسان السلط المتشدد الشرس لدرجة أن يتغيّر طبعه. واعتبر متابعون لردود الفعل حول تصريحات حاكم الشارقة، الذي عرف عنه اهتمامه بالتاريخ، أنه كان يناقش تفاصيل في التاريخ وتأثير الثقافة والمثقفين في صناعة الأحداث، ولم يكن يعطي مواقف سياسية من الثورة الجزائرية أو من تأثير الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في تلك الفترة. وأكد المتابعون أن تأويلا موجّها حدث لتلك التصريحات بهدف إرباك العلاقات الثنائية بين البلدين لاعبة على حساسية الأمر عند الجزائريين الذين قدّموا أكثر من مليون شهيد لإنجاح ثورتهم، مشيرين إلى أنه لا أحد يمكن أن يشكك في هكذا ثورة، أو يقول إن ديغول تخلّى عن الجزائر مجاملة لعبدالناصر كما تسوّق لذلك مواقع إعلامية محسوبة على إخوان الجزائر. وأضاف هؤلاء أن أيّ قراءة عقلانية للتاريخ لا يمكن أن تغفل العوامل المساعدة لإنجاح الثورات، لكنها لا تكون بديلا عنها، وهو ما أشار إليه قرقاش حين قال إن “الاستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى، والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد، وقارئ التاريخ يدرك ذلك”.