فقد تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية خارج اليمن، بعد الضغوط العسكرية المتواصلة التي تعرض لها في الشهور الأخيرة على يد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتحالف الدولي. وأدت الغارات المتواصلة على مناطق وجوده في اليمن، خصوصاً في أبين وشبوة، على شلّ قدراته إلى حد بعيد. وقال الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي في لقاء صحافي في باريس رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن لدى تنظيم «القاعدة» القدرة على التخطيط لعمليات في الخارج بقنابل مبتكرة، بما في ذلك زرعها داخل أجهزة حاسوب: «إن القتال على جبهات عدة قيّد بشدة نشاط التنظيم». وأضاف التركي أنه لا يملك معلومات محددة عن الدافع وراء القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على المسافرين على الطائرات المغادرة من المطارات السعودية إلى المطارات الأميركية، لكنه لمّح إلى أنها ربما كانت لها صلة بتنظيم «القاعدة» في اليمن. وأردف التركي: «قالت أميركا أنها أغارت على رجال القاعدة في اليمن، وتمكنت من جمع مزيد من المعلومات، لكن لا أعلم ما إذا كانت وجدت شيئاً على صلة بهذا». وقال المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية السعودية عبدالله الشهري أن عناصر تنظيم «القاعدة» لا يملكون القدرة على تصدير أنشطتهم. وتابع أن جناح «القاعدة» في اليمن يقاتل تنظيم «داعش» الذي يحاول أن ينتزع مكانه، ولم يعد يستقبل مقاتلين جدداً، وبعد العملية (التي تقودها السعودية) فهو يقاتل أيضاً الحكومة الشرعية والحوثيين. وكان جناح «القاعدة» في اليمن خطط سابقاً لإسقاط طائرات ركاب أميركية، وأعلن المسؤولية عن هجمات في 2015 على مكتب مجلة «شارلي إيبدو» في باريس. ويضم التنظيم أيضاً إبراهيم حسن العسيري أحد أبرز صانعي القنابل. وتشير تقديرات أميركية إلى أن التظيم لديه ما بين ألفين و3 آلاف مقاتل. وأوضح التركي أن السعودية تعتبر أن خطر قيام «داعش» بشن هجوم على أراضيها هو أكبر من خطر «القاعدة»، نظراً إلى أن حوالى 3500 سعودي سافروا للانضمام إلى «داعش» في سورية والعراق. ولا يزال 1500 من هؤلاء في مناطق الصراع بينما قتلت البقية. وزاد: «لم يشارك تنظيم القاعدة في الواقع في أي نوع حقيقي من الحوادث المرتبطة بالإرهاب في السعودية منذ ثلاث سنوات».