كتب: عمار عوض الفوضى، والدماء، والدموع على جسر «وستمنستر» الأربعاء، جعلت لندن تستحضر أيقونة بريطانيا الشعرية توماس ستيرينز اليوت «أربعاء الرماد»، بعد الحزن الذي ساد المدينة لسقوط ضيوفها صرعى هجوم، مثل عيشة فريدي الأستاذة في كلية اللغات في لندن، أو الأطفال الفرنسيين الثلاثة الذين كانوا في زيارة للمدينة، وكان حظ الرومانية كريستيا أندريا افضل نوعاً ما عندما اضطرت للقفز إلى نهر التايمز هرباً من الموت، بعد تحول حضورها للاحتفال بعيد ميلاد خطيبها على الجسر إلى ذكرى مروعة. وكان مبنى شرطة سكوتلانديارد حفته الدموع الحزن على فقدان رجل الشرطة كيث بالمر، إلى جانب ثلاثة آخرين تتفاوت إصابتهم بين الخطرة والعادية، ما حدا بالبريطانيين إلى إنشاء صفحة للدعم المادي لأبطال الشرطة، اطلق عليها اسم «صندوق العودة» التي وصل رقم الدعم فيها عشرات الآلاف من الجنيهات. صدمة كبيرة اعترت طلاب كلية «ديلد» للغات بالقرب من مكان وقوع المجزرة الإرهابية جراء وفاة المعلمة عائشة فريدي البريطانية من أم إسبانية والمولودة في بريطانيا، ومتزوجة من البرتغالي جون فريد، وقالت راشيل بورلاند، مديرة الكلية، إن الموظفين «صدموا وحزنوا بشدة» بسبب خبر وفاتها، وأضافت: «كانت تحظى بتقدير كبير، وحب من قبل طلابنا وزملائها». كانت فريدي (43 عاماً) في طريقها لمقابلة ابنتيها في الثامنة والثامنة عشرة، عندما تعرضت للدهس بسيارة القاتل، ثم ألقيت تحت حافلة. وقالت صحيفة «ديلي ميل» إن زوجها لا يكاد يصدق إلى الآن ويقتله الحزن، وإن حياته سقطت تماماً مع سقوط زوجته على الجسر. وكان حظ الرومانية اندريا كريستيا (29 عاماً) افضل حالاً نوعاً ما، بعد التقاطها من نهر «التايمز» بإصابات حرجة جراء الحدث الذي وضع نهاية دراماتيكية لخطتها للاحتفال بعيد ميلاد خطيبها المهندس أندريه بورناز، على جسر وستمنستر، الذي أصيب هو الآخر بكسر في القدم خلال الهجوم الذي حدث عندما كان الزوجان يسيران نحو عجلة «عين لندن» الكبيرة. وفي مدرسة سان جوزيف دو كونكارنو (غرب) فرنسا خيم الذهول والقلق من قبل طلاب المدرسة الثانوية على زملائهم وعددهم 92 (كان بينهم 56 في مكان الاعتداء) بينهم اثنان في حالة خطرة لكنهما ليسا مهددين بالموت.وقالت الوزيرة المكلفة مساعدة الضحايا جولييت ميادل إن طلاب المدرسة الذين يقومون بالرحلة ستتم إعادتهم إلى فرنسا باستثناء الجرحى الثلاثة. وأصيب في الاعتداء خمسة سياح كوريين جنوبيين، هم أربع نساء ورجل، تتراوح أعمارهم جميعاً بين 50 و60 عاماً. وقد جرحوا خلال حركة الحشد عند وصول المهاجم بسرعة جنونية بسيارته. كما استهدف المهاجم 13 طالباً من جامعة ايدج هيل فى اورمسكيرك لانكشاير. وقالت الجامعة إن أربعة أصيبوا بجراح. وكان أحدهم مصاباً بإصابات في الرأس وإصابات أخرى في المعصم، بينما أصيب اثنان بجراح. وعلى مقربة من البرلمان خيم الحزن والألم على مبنى رئاسة شرطة «سكوتلاند يارد» الجديد، حيث أطلقت رصاصات الصوت لتذكر جميع الضباط الذين قتلوا في أداء واجبهم، وكان بيسي كيث بالمر، 48 عاماً، وهو عضو في فرقة الحماية البرلمانية والدبلوماسية، قتل في الحادث عقب وفاته بعد ساعات من الحادث جراء عملية «الطعن» التي قام بها الإرهابي عندما حاول بالمر اعتراضه. وقال مارك رولي، كبير ضباط مكافحة الإرهاب في سكوتلاند يارد، عن زميله: «كان ترك العمل متوجهاً إلى منزله بعد نهاية نوبته ولم يكن يتوقع ذلك». وقد أشاد زملاؤه وأصدقاؤه وكثير من أعضاء البرلمان بشجاعته وتوجهه «لإنقاذ حياة الآخرين رغم انتهاء نوبة حراسته، قبل أن يقوم زميل آخر له بإطلاق النار على المهاجم».