تتمحور معاناة مزارعي التمور بالمدينة المنورة في عدم توافر العمالة المدربة وتحسين وضع السوق الحالية وأساليب التسويق الزراعي، إضافة إلى تذمرهم من ارتفاع رسوم الدلالة التي تزيد على 10 في المئة وطول مدة حصولهم على مستحقاتهم لدى الدلالين التي تصل إلى عامين. وطالب المزارعون بإصدار قرارات صارمة وحاسمة للعمل في سوق ودلالي المدينة أسوة ببقية المناطق بالمملكة وأن لا تزيد المدة المؤجلة على ثلاثة أشهر. ويضيف المزارع أحمد الحربي نعاني نحن مزارعي التمور بالمدينة المنورة من التجاهل التام من الجهات المعنية في تسويق وتطوير بيع المنتج وتخصيص المكان المناسب والملائم لبيع هذا المنتج، إضافة إلى أنه لابد من تفعيل دور لجنة السعودة للحد من العمالة الوافدة في أسواق التمور وتشكيل لجنة من أمانة المدينة والتجارة والزراعة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجمعية حماية المستهلك لتمارس دورها في التوعية والإرشاد للحد من أساليب الغش والتطفيف في أسواق التمور وتطبيق العقوبات على المخالفين. ويؤكد المزارع محسن الردادي: «أنه ما زالت لدينا الآمال والأحلام بأن يأتي اليوم الذي نرى مدينة التمور الصناعية بالمدينة المنورة قائمة على أرض الواقع، ففي هذه المدينة تنتهي جل معاناتنا الموسمية مع العمالة والأسواق والتستر وبيع الغبن، وطالب الردادي أمانة المدينة بالترخيص والسماح لهم بإنشاء ثلاجات ومستودعات مبردة ومعامل خاصة بحفظ وتعبئة التمور داخل مزارعهم. ويذكر سعد العوفي أحد تجار التمور يقول تحظى تمور منطقة المدينة المنورة بإقبال منقطع النظير سواء من المعتمرين أو الزوار أو المواطنين فهناك عدد من أنواع الرطب والتمور التي يحرصون على شرائها، فمثلاً المواطنون يتهافتون مع بدء موسم الرطب على شراء رطب الحلية والروثانة والتي يصل سعرها الشرائي للفلين والذي لا يتجاوز الكيلو ونصف إلى 120 ريالاً بالنسبة لروثانة، أما رطب الحلية فيتراوح بين الـ 30 و 70 ريالاً، بسبب قلت العرض كون تلك النوعية من الرطب في بداية نزولها للسوق، أما بالنسبة للتمور فهناك العجوة والتي يحرص الزوار والمعتمرون على شرائها وبكميات كبيرة بسبب الفوائد الصحية التي تتمتع بها والتي جاء ذكرها في الأحاديث الشريفة، وغالباً ما يحملونها معهم كهدايا إلى ذويهم في بلدانهم، ويصل سعر الفاخر منها إلى 120 ريالاً للكيلو. وأضاف العوفي أن تاجر التمور بالمدينة يتعرض إلى مضايقة كبيرة من العمالة الوافدة التي أصبحت تتحكم بالبيع والشراء خلف أسماء مواطنين، وطالب العوفي بعودة السعودة إلى سوق التمور للقضاء على ظاهرة العمالة المتسترة. صالح المحمدي أحد المزارعين يقول بسبب قلة العمالة اضطر الكثير من أصحاب المزارع إلى إتلاف أنواع كبيرة من النخيل المميزة بإنتاج الرطب كالربيعة والونة والحلوة والبيض وأحل محلها نخيل التمور كالعجوة والصفاوي والمجدول والصقعي والعنبرة، لكون التمور سهلة الجني ولا تحتاج إلى عمالة كبيرة كالرطب. وأردف يقول إن شتلات «أصنا» نخيل العجوة ارتفع سعره من 400 ريال إلى 800 ريال كذلك الصفاوي من 300 ريال إلى 650 ريالاً بسبب زيادة الطلب. ويقول عبدالله السلامة أحد تجار التمور إن سوق المدينة تعتبر الأولى في كمية البيع والتصدير، مستغلاً العدد الكبير والهائل من الزوار والمعتمرين، إضافة إلى وجود أنواع كثيرة من التمور الفاخرة التي تمتاز بها منطقة المدينة المنورة وأولها سيدة فواكه الجنة وهي تمر «العجوة» والتي تعتبر أكثر الأنواع بيعاً وطلباً. ويتراوح سعر الكيلو لها بين 60 و 120 ريالاً بحسب حجمها، ومن ثم يأتي رطب الروثانة والتي تشتهر بها المدينة والربيعة، والحلوة. ويضيف السلامة أن هناك طرقاً عدة يمتاز بها تجار التمور في سوق المدينة من حيث التعبئة والإضافات والمحسنات على التمور لتساعد على استقطاب الزوار والمعتمرين على الشراء مثل إضافة اللوز والفستق والألوان المتعددة مع رسوم وصور للقبة الخضراء وللمسجد النبوي و لمسجد قباء على العبوات. سوق التمور بالمدينة المنورة