تتواصل الاشتباكات بين جيش نظام الأسد والمليشيات الشيعية الإرهابية المساندة له ومقاتلو فصائل المعارضة السورية المسلحة، اليوم الخميس، في العاصمة دمشق وشمالي حماة.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اليوم أن فصائل المعارضة المقاتلة بينها حققت تقدماً إضافياً على حساب قوات نظام الأسد في محافظة حماة في وسط البلاد في إطار هجوم بدأته قبل يومين، مضيفاً أن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.وأوضح المرصد أن المعارضين سيطروا على 11 بلدة وقرية في أول 24 ساعة من هجومهم الذي بدأ في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء وتقدموا حتى أصبحوا على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة.وشنت الفصائل الثلاثاء هجوما مفاجئا ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي. وتتواصل منذ ذلك الحين الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور عدة مع استهداف الفصائل بالقذائف مواقع لقوات النظام التي تستخدم طائراتها الحربية.ويأتي تقدم الفصائل المعارضة، وفق المرصد، برغم التعزيزات العسكرية التي استقدمتها قوات النظام في المنطقة لصد الهجوم.وقال مراسل فرانس برس في المنطقة أن الطائرات الحربية تحوم في الأجواء منذ الصباح وتشن غارات على مناطق سيطرت عليها الفصائل مؤخراً.ونقل مشاهدته لمدنيين يفرون في سيارات حاملين أغراضهم بعيداً عن مناطق الاشتباك.وفرّ من المعارك الدائرة في حماة خلال الـ24 ساعة الماضية عشرة آلاف شخص على الأقل، وفق منظمة (انقذوا الأطفال/ سايف ذي شيلدرن).قال سامر عليوي المسؤول بجيش النصر من جماعة الجيش السوري الحر التي تقاتل قرب حماة على حساب للمعارضين على موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضين في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.وأوضح عليوي: "بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة".ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث تستأنف المحادثات اليوم ممثلون عن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران ومليشيات شيعية المحادثات بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر.ويأتي الجولة الجديدة من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهدف حل نزاع تسبب منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.من جانبها، أكدت المعارضة السورية عزمها إجراء مباحثات مباشرة مع الحكومة خلال مباحثات السلام السورية اليوم بجنيف.وقال سالم المسلط المتحدث باسم هيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية قبل بدء جولة المفاوضات الجديدة لمباحثات السلام السورية اليوم الخميس بجنيف: "جئنا من أجل إجراء مباحثات حقيقية وليس لتضييع الوقت".وأضاف: "نأمل أن نجد على الجانب الآخر من الطاولة (طاولة المباحثات) شريكا جادا أيضا".ومن المقرر أن تتناول مباحثات السلام أربعة موضوعات، وهي حكومة الوحدة الوطنية، والدستور الجديد، وإجراء انتخابات، والإجراءات الخاصة بمكافحة الإرهاب.