×
محافظة المدينة المنورة

«غرفة دبي» تستعرض خبراتها في شهادات المنشأ

صورة الخبر

كل الوطن- الخليج اون لاين:شهدت الأيام الأخيرة جملة تحركات من حزب الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية؛ بعد مخالفات ارتكبها الحزب بما يتعلق باللجنتين الدائمة والعامة، وعضوية بعض عناصره الذين فُصلوا. يأتي ذلك إلى جانب اعتبار صالح رئيساً للحزب دون الدعوة للمؤتمر العام للحزب واختيار قيادته، خصوصاً بعد انقسام الأعضاء والقيادات بين داعم للشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وداعم للانقلاب. ويرى متابعون أن هذه التحركات تأتي رداً على ممارسات مليشيا الحوثي في حق المنتسبين للحزب، سواء بالإهانة أو بالاعتداء والمحاكمة، أو غير ذلك من أساليب القمع، معتبرين أن أنشطة الحزب حالياً تهدف إلى سحب البساط على المستوى الشعبي لحسابهم بعيداً عن الحوثيين. خطاب الأمين العام المعيَّن للمؤتمر، الذي ألقاه في اللقاء التنظيمي للحزب بمحافظة الحديدة، أوحى بنوع من الجوانب التنظيمية، وألقى إشارات واضحة إلى أن الحوثيين مارسوا ضغوطاً على محافظ المحافظة المحسوب على حزب صالح، وهو ما دفع قيادات في الحزب إلى القول إن تلك التحركات “تسعى لإعادة ثقة الأعضاء بحزبهم، وتثبيت سلطتهم على الأرض”. – رص الصفوف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني، أكد أن تحركات الحزب الأخيرة “تحمل أهدافاً سياسيةً يحاول من خلالها إعادة رص الصفوف”. وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين”، يضيف اليماني، أن الحزب “وصل إلى درجة مهينة، وفقد ثقة كثير من أعضائه به؛ نظراً لما يمارسه الحوثيون ومليشياتهم من إهانة لأعضاء المؤتمر في كل مرافق الدولة، وإقصائهم وإذلالهم”. وتابع: “هذه اللقاءات جاءت لإعادة الثقة في نفوس القواعد وبعض القيادات التي فقدت الكثير من ثقتها بعد تخالفها مع المليشيا التي دمرت الوطن ونهبت حقوق المواطن”. اليماني أشار أيضاً إلى أن هذه اللقاءات ربما يجري الإعداد لها “لإظهار الوجه الآخر للحوثيين الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء”، مؤكداً أن “المشهد الدرامي المقبل يحمل خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يلتهم الحوثيون حزب المؤتمر، أو العكس، أما مسألة التحالف بين المؤتمر والحوثي فهي منتهية على الأرض وإن بقيت في وسائل الإعلام”. كما أوضح اليماني أن صالح أمام تحدي انتظار محاكمته من الحوثيين؛ بسبب قتل مؤسس حركة المليشيا وعصابات “مران”، حسين بدر الدين الحوثي، أو أن ينقلب على المليشيا ويحافظ على نفسه وحزبه. ورغم التحركات التي أبداها الحزب مؤخراً تحت اسم “الخطة التنظيمية”، فإن اليماني أكد أن الحزب مشلول أمام المليشيا التي أفقدته قوته واعتدت بالضرب على وزرائه داخل وزاراتهم. ويرى اليماني أن مسألة قضاء المؤتمر على الحوثيين تبدو صعبة الآن، مؤكداً أنه وكثيرين في الحزب باتوا مقتنعين بضرورة دعم الشرعية، ومد الأيدي للرئيس هادي والفريق علي محسن الأحمر؛ لإنقاذ الحزب والوطن. – تصحيح المسار ويعول أتباع الحزب على قواعده الجماهيرية العريضة مقارنة بالحوثيين، وهم يحصون الأيام بانتظار مواقف قوية باتجاه إعادة الحزب لمساره الصحيح الذي أُسس من أجله، ولأجل إنهاء الانقلاب وعودة مؤسسات الدولة. لكن كثيرين ينظرون إلى حالة اليأس التي اعترت أتباع المؤتمر نتيجة تحالف قيادته مع مليشيا لا تؤمن بقيم الحزب ومبادئه، وإن كانت الأغلبية لهم إلا أن المليشيا تتمكن يوماً بعد آخر من زمام الأمور في المناطق الخاضعة للانقلاب، وتنجح في تحجيم نفوذ المحسوبين على صالح. المحلل السياسي ياسر السعيدي، اعتبر تحركات قادة حزب المخلوع “عسكرية تهدف لإدارة وضع الحرب أكثر من كونها تختص بأنشطة الحزب التنظيمية”. وأضاف السعيدي في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن المناطق التي نشطت فيها قيادات من حزب المخلوع “ترسم خريطة المواجهات الأكثر حساسية وربما ضرراً عليهم، ولذلك فظاهر اللقاءات حزبية، أما السر فيها فهو ترتيب صفوف الحزب لاستمرار مشاركته في الانقلاب ضد الشرعية، إلى جانب استعداده لما بعد حل سياسي بالالتفاف على الجميع، سواء أولئك الذين يتحالف معهم الآن، أو من سيشاركهم العملية السياسية في حال كان الحل سلمياً”. وأشار السعيدي إلى أن المخلوع كان حاضراً في اجتماع ضم مديريات محافظة صنعاء، وهي: الطوق والحزام الأمني والقبلي للعاصمة، ولم يستطع أن يخفي قلقه من تقدم قوات الشرعية باتجاه المدينة عبر بوابة نهم، ولم يكن خطابه موجهاً للحزب كتنظيم يدير أنشطة حزبية، بل كان خطاباً يكشف نية الحزب من الاجتماعات واللقاءات في الدفع باليمنيين وقوداً للحرب والرهان الخاسر. وتابع السعيدي قائلاً: “قبل الانقلاب كانت هناك أحجية (النفق) الذي قام من خلاله المخلوع بالاجتماع بقيادات يمثلون الحزب في مختلف المحافظات، وتحت ذريعة محاولة اغتياله عبر حفر نفق يؤدي لمنزله ولقائه شخصيات تقدم أمنياتها له بالسلامة بعد النجاة، استكمل صالح رسم خطة التهام مؤسسات الدولة بتواطؤ محسوبين عليه مع مليشيا الحوثي”. ويرى متابعون، ومنهم السعيدي، أن حزب المؤتمر والقيادات المحسوبة عليه، التي شاركت أو دعمت الانقلاب، بدأت تضيق ذرعاً بممارسات الحوثيين تجاههم، وعدم التزامهم بأي اتفاقيات أبرمها طرفا الانقلاب، وهذا ما يرشح أن يكون حزب المؤتمر يسعى لجعل الأرض تتآكل من تحت أقدام الحوثيين، وفرضية أن كل طرف في الانقلاب يحاول تشويه صورة الآخر أمام المواطنين يطرحها المتابعون، في حين يقول البعض إن تحالف الحوثي صالح وجد لمصلحة جمعتهما وسينتهي بانتهاء هذه المصلحة دون عداء بينهما. ويعيش اليمن أوضاعاً مأساوية؛ بسبب الحرب الدائرة منذ نحو عامين بين قوات الحكومة من جهة، ومليشيات الحوثي – صالح من جهة أخرى، والتي أودت بحياة قرابة 10 آلاف يمني، ووضعت 80% من اليمنيين في ظروف طارئة، بحسب تقارير أممية.