×
محافظة المدينة المنورة

إجراء عملية لطفل ابتلع “صفارة” واستقرت في القصبة الهوائية

صورة الخبر

عمّان: «الخليج» يوثّق موقع تاريخي يُطلق عليه «قرية الصيادين» تراث مدينة العقبة جنوبي الأردن من خلال ساحة حافلة بالآثار على أطرافها قلعة رئيسية ومتحفان. أطلق على الموقع «قرية الصيادين» باعتباره يتصدر منطقة الشاطئ الأوسط في المدينة الساحلية واعتاد الصيادون التجمع فيه على امتداد عشرات السنوات والقيام بمهام صناعة الشباك وتجهيز القوارب وإعداد متطلبات الرحلات البحرية وإطلاق الأهازيج واللوحات الفولكلورية التي تحوّلت إلى جزء رئيسي من فقرات سياحية تراثية يتفاعل معها من يقصدون العقبة صيفاً.يشتمل الموقع في تكوينه التاريخي الأصلي على ساحة تحمل مسمى «آيلة»، المرتبط بمدينة إسلامية قديمة تأسست عام 650 ميلادية في المكان نفسه على أعمدة وجدران وبقايا حصن ومرافق اجتماعية ودينية شُيّدت مع فتوحات طالت المنطقة، وتعاقبت عليها عصور أموية وعباسية وفاطمية ومملوكية تركت آثارها في أرجاء مختلفة تتجانس مع إقامة مهرجانات وفعاليات ذات صلة سنوياً.على بعد أمتار مقابل الساحة، مدخل صخري ضخم لقلعة العقبة وهي معلم أثري يعود للعهد المملوكي مع اختلاف المراجع على تحديد تاريخ تشييدها بدقة، وتأخذ واجهتها شكلاً رباعياً تعلوها قناطر صلبة أسفلها بوابة حديدية ثقيلة، وكانت في زواياها الداخلية أبراج حجرية فقدت أجزاء كبيرة منها.يقود الدخول إلى صحن القلعة إلى دهليز جانبي بين طابقين يشتملان على ديوانين كبيرين ودرجات متصاعدة حولها جدران شبه دائرية تتوسطها نوافذ وهناك نقوش وكتابات تتحدث عن تباين فترات إنشاء وتجديد القلعة. توثق بعض المصادر التاريخية أحداثاً ومواقف مرّت على القلعة، خصوصاً تحصّن القبائل الأردنية في مواجهة الحكم العثماني، ويشهد المكان احتفالاً سنوياً بمناسبة ذكرى الوحدة العربية الكبرى، ونُصبت على مقربة أعلى سارية تحمل علماً أردنياً.ويؤكد الباحث التراثي والمؤرخ الأكاديمي عبد الله المنزلاوي، أهمية القلعة ومكانتها واعتبارها معلماً بارزاً في المدينة بسبب قيمتها على صعيد الشكل والمضمون بما في ذلك ارتباطها بتفاصيل حياة السكان واللجوء إليها في حروب سابقة وتكوين مجتمع مصغّر داخلها اشتمل على أسواق مختلفة، ولا تزال تحتفظ بأجزاء من غرف الجند القديمة ومستودعات الذخائر والمؤونات، وهناك نص عربي منحوت على أحد الممرات يدل على أن آخر مراحل تشييدها كانت في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي.إلى جوار القلعة التاريخية يقع متحف آثار العقبة ضمن مبنى كان بيتاً للشريف حسين بن علي وشهد إنهاء المراحل الأخيرة للمفاوضات القديمة مع الحاكمية الإنجليزية. وتوضح معلومات على مدخل المتحف أنه تحول في مرحلة سابقة إلى مجمع للدوائر الحكومية في العقبة وأجريت للمبنى عام 1990 أعمال صيانة وترميم قبل افتتاحه رسمياً. يشتمل المتحف حالياً على قاعات تضم كل منها قطعاً أثرية مكتشفة تحت مسميات مرتبطة بتاريخها منها «آيلة الإسلامية» و«آيلة الرومانية» و«آيلة العباسية» وغيرها وهناك قاعة تحتوي على مكتشفات مواقع أثرية بينها «تل المقص» و«حجيرة الغزلان» و«وادي رم» فضلاً عن مقتنيات في 22 خزنة تسرد محطات بارزة من العصور الممتدة ومجموعة قطع ترجع ابتداء إلى القرن السابع الميلادي. كما تضم محتويات المتحف نصاً لآية الكرسي بالخط الكوفي ومسكوكات ذهبية ومخطوطات نادرة.بمحاذاة متحف الآثار يقع متحف العقبة التراثي الذي ينقسم إلى أجنحة رئيسية وفرعية يتصدرها جناح السوق القديمة وينقل عبر نماذج بحجم حقيقي تفاصيل الحي القديم، ابتداء من واجهة أحد البيوت الطينية إلى محل البقالة الصغير و«بسطات» بيع السمك والفخاريات والسلال ومجسمات سفن قديمة كانت تستخدم قبل عشرات السنوات ومعدات «المرساة» و«المجداف» و«عصا الدفع» وأدوات الصيد.ويُعرض في جناح باحة المنزل التراثية أدوات تتعلق باستخدامات القمح ومبيت الطيور وتجهيز الخبز في الفرن الطيني أو على «الصاج» وآلية طحن الحبوب. أما جناح «البيت العقباوي» فهو عبارة عن نموذج بالحجم الحقيقي من غرفتين بجدران طينية وسقف تقليدي من جريد وجذوع النخل وأبواب ونوافذ كبيرة واستخدامات صناعة القهوة والإضاءة بواسطة «إنارة الكاز» ومحتويات صندوق العروس. وتلخّص القاعة البحرية مفردات التراث البحري للعقبة من الشاطئ والقوارب والميناء وتحتوي قاعة الصور التاريخية على نحو 110 صور نادرة وقديمة للمدينة الجنوبية تتناول تاريخها.