أعلن منذ فترة الشهبندر الشيخ صالح كامل رئيس غرفة جدة انسحابه من سباق الترشح للانتخابات الدورة الحادية والعشرين، المقرر أن تجري في النصف الثاني من شهر (سبتمبر) المقبل. حيث إن الشيخ صالح قدّم أوراق انسحابه من قائمة المرشحين عن فئة الصناع للسباق الانتحابي المرتقب، وعن الأسباب المعلنة للانسحاب قيل إنه لظروف خاصة، ولعدم تفرغ الشهبندر خلال المرحلة المقبلة لإدارة الغرفة، بسبب ظروفه الصحية، بالإضافة لرغبته منح الفرصة لفئة الشباب لدخول مجلس الإدارة. وهذا القرار لم يكن وليد اللحظة، ولكنه كان منذ انتخابات الدورة السابقة، وبعد ضغوط من كثيرين دخل الشيخ صالح عضوًا في الدورة الحالية "العشرين"، بتعيين من وزير التجارة، قبل أن يتم انتخابه بالإجماع من قبل الأعضاء رئيسًا للمجلس، حيث إن الشيخ صالح لم يكن مقتنعًا من البداية بترشيح نفسه وكان مترددًا في دخول حلبة السباق الانتخابي بحد وصفه. ويعتبر الشيخ صالح كامل من الشخصيات الاقتصادية الإسلامية العالمية، ومن أبرز الشخصيات التي خدمت الاقتصاد والبنوك الإسلامية في العالم. وهو مؤسس ومالك مجموعة دلة البركة ومقرها جدة حاليًا، وتقدر الأوساط المصرفية في المنطقة الخليجية حجم الاستثمارات المصرفية للشيخ صالح كامل بأكثر من مليار دولار. وللشيخ كامل أيادي بيضاء ليس على غرفة جدة فحسب، وإنما على الغرف التجارية الصناعية بالمملكة، حيث يُذكَر أنه قد أنفق من ماله الخاص على مجلس الغرف السعودية أثناء توليه منصب رئيس مجلس إدارة الغرف السعودية أكثر من 20 مليون ريال، كما له العديد من الإنجازات التي لا يمكن حصرها خلال هذا المقال، لكن الذي يمكن أن يُقال في هذا الصدد أن عدم ترشُّح الشهبندر صالح كامل لانتخابات غرفة جدة هو خسارة كبيرة للغرف السعودية والمجتمع الاقتصادي السعودي، وقد ظهرت بوادر عدم ترشّحه خلال الفترة الفائتة في تبادل الاتهامات بين المرشحين المستجدين بغرفة جدة، حيث يغلب طابع الشباب قليلي الخبرة على نسبة كبيرة من المرشحين في قائمة أسماء المرشحين لمجلس إدارة غرفة جدة المرتقب، في ظل رغبة الجيل الجديد في الحصول على فرصة إدارة شؤونها عقب تجربة غرفة الرياض في الدورة الأخيرة. وهناك اتهامات من قِبَل الشباب المتقدم للانتخابات في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة يتّهمون بعض أصحاب الأموال بشراء أصوات الناخبين للدخول كأعضاء في مجلس الإدارة، وأن هناك أعضاء في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية انضموا للمجلس من خلال شراء الأصوات، وليس من خلال الطرق العادلة والسليمة، وبذلك أصبحت المنافسة في الانتخابات المقبلة صراعًا بين أصحاب الخبرة من الأعضاء وجيل الشباب. وهنا يبرز دور الشهبندر الشيخ صالح كامل الذي يمتلك الخبرة والحنكة الكافية والعقل الراجح والأخلاق العالية، كما أنه الوحيد الذي يتفق عليه الجميع في أن يكون همزة الوصل بين الفريقين، وليصنع مزيجًا متجانسًا من أصحاب الخبرة الذين لا غنى لنا عنهم إطلاقًا، ورجال الأعمال الشباب الذين يملكون الرغبة والحماس لتقديم الجديد، ويحتاجون مع ذلك إلى خبرة من سبقهم بشرط أن يكون ضابط هذه الخبرة هو المشاركة في اتخاذ القرار بين جميع أطياف المجلس، وليس الوصاية وفرض الرأي لشخص على المجموعة، فهل يستجيب الشهبندر لهذه النداءات..؟! هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة إن شاء الله.. والله الموفق.