×
محافظة المنطقة الشرقية

مدير تعليم الشرقية يوجه بتطبيق مشروع توعوي للحد من ” المخالفات المرورية ” لطلاب المدارس

صورة الخبر

خيري منصورقبل قرن كتب جبران خليل جبران مقالة شهيرة بعنوان درامي هو «مات أهلي»، وكانت بمناسبة ما فقده لبنان من أهله بسبب المجاعة وما نتج عن «سفر برلك».ويقال إن نصف عدد اللبنانيين قضوا في تلك المرحلة وفي أعوامها العجاف.فهل أحس ذلك الشاعر الرومانسي المرهف باليتم لدى سماعه أخبار ذويه وأراد أن يشهد على طريقته كي لا يفوت على نفسه الفرصة إلى الأبد؟فالكاتب الذي لا يشهد على عصره ينطبق عليه ما كتب سارتر عن الروائي فلوبير مؤلف رواية «مدام بوفاري»، فقد قال عنه إنه خسر موقفاً أخلاقياً عندما فوت على نفسه فرصة الشهادة!إن لدى أكثر من كاتب عربي الآن من المبررات كي يعيد صرخة جبران وهي «مات أهلي».لكن الموت الجديد ليس بسبب مجاعات «سفر برلك» أو شبيهاً بتلك المرحلة السوداء التي سميت في التاريخ الشدة المستنصرية، إنه موت أقرب إلى الانتحار، فالقاتل والقتيل من سلالة واحدة، وعاشا آلاف السنين تحت سقف واحد. لهذا فإن الأجدر والأولى بأحفاد جبران من العرب، أن يغيروا العنوان ليصبح انتحر أهلي، لأن الأجيال العربية القادمة سوف تتساءل وهي تقرأ أرقاماً كارثية عن عدد القتلى والجرحى ومجمل ما خلفه الدمار من غبار ودخان عن السبب الذي يبطل العجب!بالتأكيد سوف يتضاعف عجبها وتصاب بالدوار عندما تكتشف أن من ماتوا ومن لجأوا كانوا من محاصيل حروب الإخوة الأعداء أو حروب ذوي القربى!والشاعر الرومانسي الرقيق الذي قال، إن الغناء سر الوجود، قال أيضاً إنما الناس سطور كتبت لكن بماء.. ولو عاش حتى أيامنا لبدل كلمة الماء بالدم، فالناس الآن سطور من دماء على صفحات التاريخ في أقصى جنونه!